فى الصميم

حين تكلم السيستانى!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

المرجع الشيعى الأعلى فى العراق «آية الله السيستانى» حريص على ألا يكون طرفاً فى صراع سياسى أو خلاف حزبى. لكنه يتدخل فقط بالنصح والإرشاد إلى طرق الخير حين يكون الوطن فى خطر.
فى آخر رسائله ذكر الرجل الحقيقة التى يتهرب منها الساسة أو يخشونها وهى «أن العراق بعد الاحتجاجات لن يكون مطلقاً كما كان من قبل».
هذا هو جوهر الموقف الحاكم فى العراق (وأيضاً فى لبنان).. حيث خرجت الجماهير لتستعيد الوطن من قبضة الطائفية اللعينة التى مزقته، والفساد البشع الذى استنزف قواه. بينما الطبقة السياسية الحاكمة لا تصدق ما تراه، ومازالت تتوهم أنها قادرة على الصمود فى وجه إرادة شعبية كاسحة سحبت ثقتها من ملوك الطوائف وزعماء الميليشيات وأقطاب الفساد.
الغريب أن كل أقطاب النظام السياسى فى القطرين الشقيقين بادروا المحتجين منذ اليوم الأول بأنهم قد فهموا الرسالة.. فى نفس الوقت الذى كانوا جميعاً يلتفون على مطالب الناس، ويحاولون شراء الوقت لاستنساخ صور جديدة من نظامهم الذى صنع الكارثة، ويتصورون أن القوى الخارجية التى يعملون لصالحها قادرة على أن تنقذهم هذه المرة!!
كل ما جرى بعد ذلك يقول إنهم لم يفهموا شيئاً على حقيقته!! لم يفهموا أن الناس قد أسقطت هذه الصيغة الطائفية التى فرقت الأوطان، وأن الناس قد عادت لتحتضن الوطن الحقيقى الذى سرقوه بالغزو أو بالفساد أو بحكم الميليشيات والطوائف.. والنتيجة أن الأزمة تتصاعد، وأن الحل الحقيقى سيظل بعيداً حتى تدرك الطبقة السياسية فى لبنان أن عليها أن توسع الطريق للبنان الجميل القادم بلا طائفية ولا فساد. وحتى يسمع الجميع فى العراق الحقيقة التى أوجزها «السيستانى» بأن الوطن بعد الاحتجاجات لن يكون أبداً كما كان قبلها!!

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي