تحليل| «الدولي غير الدوري».. كيف يعود البدري من جزر القمر؟

حسام البدري وجهازه المعاون في جزر القمر
حسام البدري وجهازه المعاون في جزر القمر

لا يتحمل حسام البدري وحده خسارة منتخب مصر لـ 4 نقاط من 6 بعد التعادل في مباراتي كينيا وجزر القمر في مستهل مشوار الفراعنة بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون.

 

ولكن جاءت نتيجة التعادل السلبي مع جزر القمر والأداء الهزيل الذي قدمه منتخب مصر، لتفتح الباب أمام الانتقادات الموضوعية لما يحدث داخل غرفة خلع الملابس وعلى المستطيل الأخضر.

 

الانضباط وحده لا يكفي

فرمان البدري باستبعاد لاعبي نادي بيراميدز بعد تعنت إدارة ناديهم في السماح لهم بالانضمام لمعسكر منتخب مصر استعدادًا لمباراتي التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021 أمام كينيا وجزر القمر، كان قرارًا سليمًا من الناحية الانضباطية حتى لا تستهين الأندية بالمنتخب القومي.

 

ومن الناحية الفنية، لا يمكن اعتبار غياب لاعبي بيراميدز أحد أسباب تراجع الأداء والنتائج لمنتخب مصر، خصوصًا وأن عبد الله السعيد هو اللاعب الوحيد الذي كان مرشحًا للعب بشكل أساسي من بين كل لاعبي بيراميدز الذين تم استدعائهم للمنتخب الوطني.

 

ولكن هل يكفي الانضباط وحده؟ الإجابة لا، وهو ما ظهر في مباراتي كينيا وجزر القمر، فغابت الحلول على أرض الملعب، وظهرت العشوائية والرعونة على أداء الفريق جماعيًا وفرديًا.

 

وحتى غياب محمد صلاح، نجم مصر وليفربول الإنجليزي، لا يجب أن يُحدث هذا التأثير السلبي على أداء منتخب مصر، وإلا يعتبر ذلك انتقاصًا من قدر الجهاز الفني بقيادة حسام البدري وباقي اللاعبين.

 

أزمات الغرف المغلقة

 

أخطأ حسام البدري في فتح ملف شارة قيادة منتخب مصر قبل انطلاقة معسكره الأول بعد توليه القيادة الفنية للفراعنة، ولم يكن مقبولاً أن تخرج رغبته في منح الشارة لمحمد صلاح إلى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنها ظلت رغبة لا أكثر.

 

كما أن الخلاف الذي دب بين البدري ومحمد النني، لاعب وسط أرسنال الإنجليزي المعار لبشكتاش التركي، يعتبر اختبارًا جديدًا للجهاز الفني والإداري لمنتخب مصر، بعدما اعترض اللاعب على عدم البدء به في مواجهة كينيا.

 

وجاء استبعاد البدري لمحمد النني من مواجهة جزر القمر، ليؤكد أن اللاعب قد يخرج من الحسابات في المرحلة المُقبلة.

 

كيف يعود البدري؟

 

ليس أمام حسام البدري وجهازه المعاون سوى العمل بجد وتنظيم المرحلة المُقبلة للاستفادة من نجوم المنتخب الأولمبي والاستعانة بهم لتجديد دماء المنتخب الأول قبل المشاركة في تصفيات كأس العالم 2022، وكذلك استئناف تصفيات بطولة كأس الأمم الإفريقية 2021.

 

وحدد «كاف» الفترة من 23 - 31 مارس 2020 موعداً لإقامة مباريات الجولة الأولى لدور المجموعات، على أن تقام الجولة الثانية من التصفيات خلال الفترة من 1 – 9 يونيو 2020، وتقام مباريات الجولة الثالثة والرابعة خلال الفترة من 22 – 30 مارس 2021، والجولة الخامسة خلال الفترة من 30 أغسطس – 7 سبتمبر 2021، بينما تقام منافسات الجولة السادسة والأخيرة لدور المجموعات خلال الفترة من 4 – 12 أكتوبر 2021.

 

كما تحدد الفترة من 8 - 16 نوفمبر 2021 لإقامة مباريات الدور الثالث من التصفيات الافريقية المؤهلة لمونديال 2022 بنظام الذهاب والاياب.

 

وبالتالي فإن البدري عليه أن يستعد ويذاكر لاعبي الدوري المصري جيدًا خلال الـ 3 شهور المُقبلة قبل استئناف المواجهات الرسمية التي لا تقبل القسمة على اثنين بعد خسارة 4 نقاط في أول مباراتين له مع الفراعنة.

 

إعادة تقييم المحترفين

 

يجب ألا يخشى البدري لاعبي المنتخب المحترفين والمنتسبين لأندية كبرى في أوروبا خلال المرحلة المُقبلة، فهم أول من سيضحي به عندما تسوء النتائج، ولم يكن أحد منهم في قمة مستواه خلال مواجهتي كينيا وجزر القمر.

 

ويتحتم على البدري أن يعيد تقييم جميع اللاعبين المرشحين للانضمام للقوام الأساسي لمنتخب مصر بالمعايير المنطقة لتقييم اللاعبين ومستوياتهم الفنية، كما أن عليه أيضًا أن يعيد تقييم نفسه كمدير فني في إدارة المباريات.

 

أحمد أيوب وطارق مصطفى وسيد معوض يجب أن يشاركوا حسام البدري في التشاور بشأن طريقة اللعب المناسبة لمنتخب مصر وعناصره وفقًا لمستويات اللاعبين ومدى استجابتهم لأسلوب لعب واضح يعتمد عليه المدرب الجديد.

 

لأن نجاح البدري مع النادي الأهلي جاء مع مجموعة مميزة من اللاعبين تتدرب بشكل يومي وتحفظ مهام وتحركات بعضهم البعض داخل الملعب، أما في المنتخب الوطني فإن المطلوب من البدري يتخطى بكثير ما كان مطلوبًا منه في تدريب الأندية، وعليه أن يغير من طريقة تفكيره على أرض الملعب للخروج من عنق الزجاجة.