في عيد تجليسه الـ7.. البابا تواضروس رجل العطاء والوطنية

البابا تواضروس الثاتى
البابا تواضروس الثاتى

7 أعوام على تجليس البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عام 2012، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الكنيسة المصرية محط أنظار للعالم كله سواء على المستوى السياسي والكنسي، نظرا للقيمة العالمية التي يشغلها البابا في العالم.

وتحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم بمرور ٧ أعوام على تجليس قداسة البابا تواضروس بطريرك للكنيسة، حيث تم اختياره عقب قداس القرعة الهيكلية والتي أقيمت يوم ٤ نوفمبر ٢٠١٢، ووقع الاختيار على قداسته ليصبح البابا ١١٨ للكنيسة الارثوذكسية .

اختيار الأنبا تواضروس بطريرك : 

عقب وفاة البابا شنودة الثالث في 17 مارس ٢٠١٢ عن عمر يناهز 89 عاماً، تم ترشيح 17 من الآباء الأساقفة والرهبان للكرسي البابوي منهم ٧ آباء أساقفة وهم الأنبا بطرس الأسقف العام، الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط، الأنبا بيشوي مطران دمياط دمياط وكفر الشيخ، الأنبا تواضروس الأسقف العام بالبحيرة، الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، الأنبا كيرلس أسقف ميلانو إيطاليا، الأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة. 

ومن الآباء الرهبان هم الراهب القمص أنسطاسي من دير الأنبا صموئيل؛ الراهب القمص باخوميوس السرياني؛ الراهب القمص بيجول الأنبا بيشوي؛الراهب القمص المتوحد بيشوى الأنبا بولا؛  الراهب القمص دانيال السرياني؛ الراهب القمص رافائيل آفامينا؛ الراهب القمص سارافيم السريانى ؛الراهب القمص ساويرس الأنبا بولا؛ الراهب القمص شنودة الأنبا بيشوي؛ الراهب القمص مكسيموس الأنطوني.

وفي أول أكتوبر ٢٠١٢ صامت الكنيسة والشعب القبطي ٣ أيام، وتم دراسة ملفات المُرَشَّحين وفحص الملاحظات المقدمة، وبعد فحصها تم اختيار القائمة النهائية للمرشحين من خمسة آباء هم القمص باخوميوس السرياني؛ الأنبا تواضروس، الأنبا رافائيل، القمص سارافيم السرياني، القمص رافائيل أفامينا.  

وفي يوم الاثنين 29 أكتوبر ٢٠١٢، وبعد صوم شعب الكنيسة ثلاثة من الدرجة الأولى أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات وتم اختيار كل من الأنبا رافائيل وحصل على 1980 صوتاً ، الأنبا تواضروس وحصل على 1623 صوتًا، والقمص روفائيل آفامينا وحصل على 1530 صوتًا .  

وقد حصل الأنبا تواضروس على تذكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر وهم الأنبا دميان أسقف عام ألمانيا والأنبا سوريال أسقف ملبورن، والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا ، والأنبا باخوم أسقف سوهاج، والأنبا أندراوس أسقف أبو تيج والانبا رافائيل الاسقف العام.

وبعد صيام الشعب القبطي ثلاثة أيام هي التي توافق أيام 31 أكتوبر و 1، 2 نوفمبر ، تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر ، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً؛ حيث قام الطفل "بيشوي جرجس سعد" (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين.  

وفي قداس ١٨ نوفمبر ٢٠١٢ تم تجليس الأنبا تواضروس بابا للإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية بحضور الأباء وأساقفة المجمع المقدس مشاركة وفود من كل الكنائس في مصر والعالم وعلى رأسهم الأنبا باخوميوس القائم مقام ومطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية .

حكمة البابا ومواقفه الوطنية : 

ظهرت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.

وايضا ظهرت حكمته خلال لقاءاته الخارجية، كان دائما «البابا» يؤكد أن الأوضاع تسير في مصر بصورة أفضل عن الماضي، حيث أكد قداسته خلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن «حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب».

وعقب تفجير البطرسية وتحديدا في مارس من عام ٢٠١٧ ، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013 والتي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصري، وهناك خطوات جدة لتحقيق ذلك منها إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وزيارات الرئيس للكاتدرائية في الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التي أحرقت ودمرت، وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة، وإننا جميعًا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشاكل من أجل أن تحيا مصر في أفضل صورة.

وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا و المرقسية بالإسكندرية، الذى راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، خرج علينا كعادته، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة بجانب الدول.

وفى ديسمبر٢٠١٧ ، أصدرت الكنيسة القبطية بيانا لرفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معربة عن تضامنها الكامل مع الأشقاء العرب وحفاظا على مشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار.

وأعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وقتها وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن قلقها البالغ بشأن القرار الصادر من الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس.

وقالت الكنيسة إن ذلك الاتجاه سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.

ودعت إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن، والسير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذي يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ لحل عادل وسلام شامل.

ولم تكتف الكنيسة بهذا البيان لثبت احترام مشاعر الملايين من العرب في الحفاظ على هوية القدس العربية، بل أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا اليوم أكدت فيه أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس، جاء في توقيت غير مناسب دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية.

وأكدت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية اعتذارها عن عدم استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، خلال الزيارة المزمع القيام بها في ديسمبر الماضي.

وقالت الكنيسة في بيانها: «نصلي للجميع بالحكمة والتروي في معالجة
 القضايا التي تؤثر على سلام شعوب الشرق الأوسط، إله السلام يعطينا السلام في كل أوان ويحفظ الجميع في خير وسلام».