حكايات| مسجد بيبرس بقليوب.. أسرار الكنز والبئر وسراديب تحت الأرض

مسجد بيبرس.. أسرار الكنز والبئر المسكون وسراديب تحت قليوب
مسجد بيبرس.. أسرار الكنز والبئر المسكون وسراديب تحت قليوب

أساطير تتلامس أطرافها بالواقع حتى تختلط الأسطورة بالواقع لتنسج منها قصة مختلفة تمامًا، تتناقلها على مدار السنوات، وهذا ما ينطبق على مسجد بيبرس في مدينة قليوب.


خلف جدران مسجد بيبرس تسكن العديد من القصص الأسطورية التي تورثها أهالي المدينة عن أسرار تعود إلى عام إنشاء المسجد في العام 670 هـ، حين شرع الظاهر بيبرس البنداقداري في تشييده، لينتهي إنشاءه بالكامل بعد عامين. 


للوهلة الأولى تبدو النظرة للمسجد من الداخل مختلفة، فالرسومات الإسلامية أمام الباب يعود تاريخها إلى سبعمائة عام مضت، لتستقر في العهد المملوكي؛ حيث العمارة بمئذنتها المرتفعة والرسومات الجدارية المميزة.

 


 

على طريقة الأروقة تم بناء المسجد، فيما تحتفظ إلى اليوم عمدانه القديمة برخامها وحجارتها، ورغم ترميمه لكن تظل رائحة العصر المملوكي منتشرة بين جنباته.


ومن هنا تبدأ قصة البئر المسكونة بمحيط المسجد، ففي أقصى اليمين من الباب يبدو مشهد البئر التاريخي واضحًا؛ حيث كانت تستخدم في الوضوء قديمًا؛ لكن مع الوقت بات الخوف يسيطر على الجميع في الاقتراب منها لكونها «بها كنز يصعب استخراجه لأن حارسها من الجن».


وتقول الأسطورة إن أي شخص يفكر في النزول إلى البئر ويحاول الحصول على الكنز المدفون سينال منه سكانه من الجن، إلا أن البعض ينفي تماما تلك الروايات ويتمسكون بأن هذه البئر كانت تستخدم فقط لأغراض الوضوء والصلاة لوجود آثار الأقدام من أجل الصعود والهبوط داخلها.

 


تعود قصة البئر المسكونة مدعمة بمشهد السراديب الموجودة تحت المسجد والتي كان لها نصيب من الأساطير، ويروي  أحد العاملين بالمسجد أن هذه السراديب كانت تصل إلى القلعة، بحسب ما سمعه من أجداده.


ويحكي الرجل عن أن بعض الكبار تحدثوا عن أن هذه السراديب مقتصرة فقط على انتشارها تحت المدينة، لكنها مداخلها مغلقة حالياً.


أما باني هذا المسجد، وهو الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي، فقد لقب بـ«أبي الفتوح»، وهو سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، حيث بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط. 

 


و«بيبرس» حقق خلال حياته العديد من الانتصارات ضد الصليبيين وخانات المغول ابتداءً من معركة المنصورة ثم معركة عين جالوت انتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول، وقد قضى أثناء حكمه على الحشاشين واستولى أيضا على إمارة أنطاكية الصليبية.


ورغم العديد من المظاهر المعمارية له في مصر إلا أنه مات سنة 676 هـ ودفن في المكتبة الظاهرية في دمشق بعد حكم دام 17 عامًا، تولى من بعده أكبر أولاده ناصر الدين الحكم، إلا أن أولاد بيبرس لم يدم لهم الحكم طويلاً، ثم تولى الحكم المنصور قلاوون.