350 بلاغا في 2019.. «النمل الأبيض» يأكل أساسات مباني الإسكندرية

النمل الأبيض
النمل الأبيض

"النمل الأبيض".. "النملة المجنحة".. "دابة الأرض".. "سرطان الخشب".. تعددت المسميات والمعاناة واحدة، فهذه الحشرة التى انتشرت بشكل موسع خلال العشرين عاما الماضية فى الإسكندرية، باتت صداعا فى رأس المواطنين، لما تمثله من خطورة على أساس المنازل من الخشب وكذلك البنايات.


النمل الأبيض نوعان، هكذا أوضح الدكتور مصطفى البخشوان، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، مضيفا: "هناك نمل أبيض فوق أرضى وهو ما يظهر فى أساسات المنازل ويأكل الخشب ونتعامل معه بسهولة من خلال مكافحته بالمبيدات الحشرية فى حال ظهوره، أما النوع الثانى فهو النمل الأبيض تحت الأرضى والذى يشكل الخطر الأكبر حيث يقوم بقرض أساسات المبانى نفسها سواء كانت طوبا أو أسمنتا".


انتشار المشكلة دفع الجهات المعنية بالتعاون مع محافظة الإسكندرية، إلى اتخاذ خطوات كثيرة فى اتجاه مكافحة هذه الظاهرة والتى أسفرت عن الوصول إلى قرار بضرورة أن يتم تعقيم أى أرض يقام عليها مبنى جديد من النمل الأبيض ويتم بالتنسيق بين الأحياء ومديرية الزراعة بالإسكندرية، قبل اصدار تراخيص بالبناء.


يقول وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، فى تصريح لـ"بوابة أخبار اليوم" إن ظاهرة النمل الأبيض بدأت فى الانتشار فى عام 2000 تقريبا وتعتبر مديرية الزراعة هى الجهة الحكومية الوحيدة المنوط بها التحرك لمكافحة هذه الظاهرة، لافتا إلى أنهم يتلقون البلاغات من المواطنين ويقومون بالتعامل مع المشكلة دون أى مقابل مادي.


ويشير "البخشوان" إلى أنهم تلقوا خلال العام الجارى قرابة 350 بلاغا من المواطنين وتم التعامل معها سريعا من خلال الاشراف على رش المبيدات الحشرية والتى توفرها وزارة الزراعة، مبينا أنه بعد صدور قرار من المحافظة بضرورة تعقيم الأرض التى سيتم البناء عليها تم تعقيم نحو 100 عقار.


وكشف وكيل وزارة الزراعة أن مشكلة النمل الأبيض تتركز بشكل كبير فى منطقة سموحة والمناطق المجاورة لها لأنها كانت منطقة زراعية، مشيرا إلى أن طبيعة البيئة فى مدينة الإسكندرية هى بيئة رطبة تساعد على انتشار مثل هذه الأنواع من القوارض والحشرات.


لجامعة الإسكندرية أيضا دور فى مكافحة الظاهرة والذى تمثل فى إنشاء مركز متخصص لمكافحة النمل الأبيض بكلية الزراعة، حيث أكد الدكتور عصام الكردى، رئيس جامعة الإسكندرية، أن الجامعة تتعاون مع المحافطة فى مكافحة النمل الابيض وذلك من خلال إلزام المبانى الجديدة بضرورة الحصول على شهادة من المركز بخلوها من النمل الأبيض.


وأضاف الكردى أن الظاهرة آخذة فى الانتشار بشكل كبير فى منطقة سموحة تحديدا لأنها كانت تستخدم كمخازن وشون للأخشاب فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى وهى فى الأصل ارضية طينية، ومرتفعة فى نسبة الرطوبة، وتحتفظ بالكثير من المواد العضوية، الأمر الذى جعلها بيئة ونموذجية لمستعمرات النمل الأبيض تحت الأرضى.