حوار| وكيل الأزهر: زيادة الوعى الدينى يحصن الشباب من التطرف

الشيخ صالح عباس
الشيخ صالح عباس

يتسم الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر بالهدوء التام والعمل فى صمت وهو منذ توليه المسئولية يحاول تحقيق انجاز فى العديد من الملفات التى يضطلع الأزهر بتنفيذها خاصة فى الجانب التعليمى استنادا لخبرته المستمدة من سنوات طوال قضاها فى رحاب معاهد الأزهر وصولا لرئاسة القطاع المهم الذى يضم ما يقرب من مليونى تلميذ وطالب، وقد نجحت خبرته فى استحداث منظومة التظلمات الالكترونية والتى تم تطبيقها فى الشهادة الثانوية وساهمت فى التيسير على الطلاب واولياء الامور بشكل ملحوظ.
> ......................؟
يعمل الأزهر على زيادة الوعى الدينى فى المجتمع، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر سماحة الإسلام؛ لتحصين الشباب من الفكر المتطرف، وغرس روح الولاء والانتماء للوطن.، وجهود الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الازهر أسهمت فى تصحيح الصورة النمطية السيئة غير المنصفة عن الإسلام، كما أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» التى جمعت بين أكبر مؤسستين دينيتين فى العالم «الأزهر والفاتيكان»، أكدت أن الأديان ليست سببًا للصراع والتناحر، ولكنها جاءت لنشر السلام والمحبة بين جميع البشر. والدور المحورى الذى يقوم به الأزهر لدعم الانتماء والولاء للأوطان بين المسلمين من خلال منهجه الذى يعتمد على التعددية وقبول الآخر مشهود له خاصة عبر المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، التى تقوم بتقديم كل سبل العون الممكنة للطلاب والطالبات الوافدين للدراسة بالأزهر فى مختلف مراحله التعليمية.
> ......................؟
العلاقات بين الأزهر الشريف والقارة الإفريقية بأكملها، قوية ومتينة ونحن نعتبر طلاب إفريقيا هم سفراء للأزهر فى بلادهم ينشرون المنهج الوسطى المعتدل ويسعون فى القضاء على التطرف والإرهاب وتسهم رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، كثيرًا فى دعم متانة العلاقات التى تربط بين الأزهر وكافة المؤسسات التعليمية فى إفريقيا، وقد خطا الأزهر خطوات مكثفة فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى واتخذ إجراءات عديدة من شأنها رفع مستوى التعاون بين الأزهر وإفريقيا، حيث تعد القارة السمراء من أكبر مجالات نشاط الأزهر الخارجي..وقد قرر الإمام الأكبر مضاعفة المنح الدراسية لأبناء القارة الإفريقية هذا العام لتصل إلى 1600 منحة دراسية، فضلا عن وجود حوالى 5500 طالب وطالبة من قارة إفريقيا يدرسون فى مختلف المراحل التعليمية بالأزهر،.
> ......................؟
الازهر مهتم بدور التنشئة فى رعاية الأجيال المقبلة انطلاقا من اهتمام الإسلام بالطفولة وبهذه المرحلة المهمة ولذلك يشدد الإمام الاكبر شيخ الأزهر على ذلك فى كل لقاءاته وعلى تأكيد مسئولية كل مؤسسات المجتمع على ذلك، والإسلام حرص على إعلاء قيمة المسئولية، فكل إنسان مسئول بقدر استطاعته ونطاق تحمله، والمهام الموكلة إليه، ودور الأسرة فى تَحَمُّل مسئولية التربية الصحيحة للأبناء وتعهدهم بالرعاية، والاعتناء بصحتهم، دور محورى فى نهضة المجتمع فضلًا عن حماية أبناء الأسرة، وَحقوق الأطفال الأساسية فى التنشئة الأسرية والتعليم والرعاية بكافة أنواعها، وأهمها الرعاية الصحية؛ وهى واجب على الأسرة والمجتمع وينبغى إتاحتها والدفاع عنها حتى لا يُحرَم منها أيّ طفل فى أيّ مكان، والإسلام اهتمَّ ببناء الإنسان وشخصيته وجسده؛ حتى يكون مؤهلًا لأداء وظيفته التى كُلِّف بها؛ فلا شك فى أن الإنسان الصحيح قادر على إتقان العمل مما سينعكس بالإيجاب على الأمم ويؤدى إلى نهضتها وتقدمها، وينظم الازهر والافتاء دورات لاعداد المقبلين على الزواج لان الزواج مسئولية كبيرة، ومن لم يستطع القيام بأعباء ومسئوليات الزواج لزمه الصبر حتى تتهيأ له الظروف.
> ......................؟
الإرهاب مرض نفسى وفكرى لا علاقة له بالأديان السماوية، ومن الظلم البين والتدليس أن تُرتكب الجرائم الوحشيَّةُ الآن من قتل وإراقة للدماء ثم تلصق بدين «الإسلام» وحده من بين سائر الأديان، وهذا ظلم فى الحُكم، وتدليس يزدرى العقول والأفهام ويستخف بالواقع والتاريخ، ولذلك من الظلم اتهام الأديان التى جاءت لهداية الناس وتعمير الأرض بأنها مصدر للإرهاب والتشدد والتطرف، ولهذا يعمل الازهر بكل جهد لبيان العوار الفكرى للجماعات الإرهابية والمتطرفة، ونقدم النماذج الحية الواقعية فى التعايش الوطنى والألفة بين المصريين عبر بيت العائلة المصرية.
> ......................؟
يعمل الأزهر على إعداد كوادر متميزة من خلال تجربة معهد العلوم الإسلامية وهى الشعبة التى استحدثها الامام الاكبر د. أحمد الطيب ثم تطورت لتصبح معهد العلوم الاسلامية ولذلك ندقق فى اختيار الملتحقين به ويخضعون لاختبارات موحدة على مستوى الجمهورية فى اللغتين العربية والإنجليزية والقرآن الكريم، وفى نفس الوقت ضمانًا للحيادية وتكافؤ الفرص، ويشرف على إعداد هذا الامتحان مستشارون من قطاع المعاهد الأزهرية، ويتم إجراء الامتحانات بالمناطق التابعة للطلاب تيسيرًا لهم، فى حين تم التصحيح من قبل مستشارين من قطاع المعاهد الأزهرية، وبالفعل يتم اختيار الأفضل بكل شفافية ولذلك فإن مستوى الطلاب متميز، فالأزهر يعمل على بناء جيل جديد ومفتى معاصر، قادر على مواجهة التحديات الجديدة والأفكار المتطرفة بأسلوب علمى متقدم وهذا العام سيشهد اكتمال الصفوف الثلاثة للمعهد بتواجد طلاب للصفوف الأول والثانى والثالث.