صور| لأول مرة.. توابيت «خبيئة العساسيف» في المتحف المصري أمام الجمهور

توابيت «خبيئة العساسيف» في المتحف المصري أمام الجمهور
توابيت «خبيئة العساسيف» في المتحف المصري أمام الجمهور

بدأ المتحف المصري بالتحرير في عرض 3 توابيت من خبيئة العساسيف المكتشفة الشهر الماضي، لأول مرة للجمهور، وذلك ضمن فعاليات المعرض الأثري المؤقت عن خبيئات المومياوات الذي ينظمه المتحف بالقاعة 43 علوي بمناسبة الاحتفال بمرور 117 عامًا على افتتاح المتحف.

 

وتسلط «بوابة أخبار اليوم»، الضوء علي أهم المعروضات في معرض خبيئة المومياوات بمتحف التحرير، وعن آخر تطورات الدراسات العلمية و نتائج المرحلة الأولي من الدراسات التي تقوم بها الوزارة، في السطور التالية.

 

قال وزير الآثار د. خالد العناني، في كلمته إلي آخر تطورات الدراسات العلمية و نتائج المرحلة الأولي من الدراسات التي تقوم بها الوزارة الآن مع فريق علمي متخصص علي مومياوات خبيئة العساسيف للتعرف علي ما تحويه هذه المومياوات من أسرار، حيث أثبتت نتائج الأشعة المقطعية التي أجريت علي ثلاث مومياوات لسيدة و رجل و طفل، أن المومياوات في حالة جيدة من الحفظ و بلغ عمر مومياء الرجل ٥٠ عام والسيدة ٣٥ عام والطفل ١٠ أعوام. 

 

وقال وزير الآثار، إن المرحلة الثانية للدراسات ستبدأ فور الانتهاء من المرحلة الأولي وستشمل عمل تحاليل الحمض النووي علي المومياوات لمعرفة ما إذا كانت هناك صلة قرابة بينهم أم لا.

 

يضم المعرض مجموعة مختارة من خبيئات الأربعة التي تم العثور عليهم هم خبيئة الدير البحري وخبيئة مقبرة الملك امنحوتب الثاني وخبيئة وادي الجٌسس و خبيئة العساسيف.

 

خبيئة الدير البحري

 

عثر عليها عام 1881 داخل مقبرة رقم 320 بالوادي الواقع جنوب معبد الدير البحري.

 

ضمت الخبيئة مجموعة من المومياوات الملكية منها مومياء سقنن رع، تحوتمس الأول والثاني والثالث، ورمسيس الأول والثاني والثالث والتاسع وسيتي الأول بالإضافة إلى مومياوات لملكات من الأسرات الثامنة عشر وحتى الحادية و العشرين منهم الملكة أحمس نفرتارى.

 

خبيئة مقبرة الملك امنحوتب الثاني

 

عثر عليها عام 1898 داخل احدي الحجرات الجانبية في مقبرة الملك أمنحوتب الثاني في وأدى الملوك بالبر الغربي بالأقصر، وكانت تضم مومياوات لملوك منها مومياوات أمنحوتب الثاني والثالث، تحوتمس الرابع، مرنبتاح، سيتى الثانى، رمسيس الرابع والخامس والسادس و الملكة تى زوجة الملك امنحوتب الثالث.

 

خبيئة باب الجسس

 عثر عليها عام 1891 أسفل الفناء الأول لمعبد حتشبسوت بالدير البحري حيث ضمت مجموعة كبيرة من مومياوات لكهنة وكاهنات الإله آمون من عصر الأسرة الحادية و العشرين بالإضافة إلى مجموعة من التوابيت.

 

خبيئة العساسيف

 

اكتشفتها بعثة أثرية مصرية خلال شهر أكتوبر الماضي في جبانة العساسيف غرب الأقصر حيث تم العثور علي 30 تابوت آدمي من الخشب الملون لكهنة و كاهنات الأسرة ٢٢ من بينهم أطفال في حالة جيدة من الحفظ.

 

وقالت الأثرية ناجية نجيب فانوس، كبير أمناء المتحف، لبوابة أخبار اليوم،  إن المعرض يستمر لمدة شهرين ويضم 12 تابوتًا خشبيًا ملونًا من 4 خبيئات والتي تم العثور عليها من قبل، وهى خبيئة الدير البحري التي تم الإعلان عنها عام 1881 وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني عام 1898، وخبيئة (باب الجُسس)، عام 1891 إلى جانب خبيئة العساسيف، لافتة إلى أنه من أبرز التوابيت المعروضة تابوت للملك رمسيس الثاني والملك امنحتب الأول ، وتابوت لسيدة تدعى «إيست خاب» من العصر المتأخر.

 

وأضافت أنه تم عرض ٣ توابيت من خبيئة العساسيف والتي بلغت 30 تابوتا آدميا ملونا وتم نقلها مؤخرا من موقع اكتشافها بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر لتعرض في قاعة مخصصة لها بالمتحف المصري الكبير.

 

وأشارت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف، إلى أن معرض خبيئات المومياوات يضم 12 تابوتا؛ من بينها 3 توابيت (رجل وامرأة وطفل) من خبيئة العساسيف التي تم اكتشافها الشهر الماضي بالأقصر، كما يضم مجموعة مختارة من الخبيئات التي تم العثور عليهم من قبل وهي: خبيئة الدير البحري التي تم الإعلان عنها عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني عام 1898، ومجموعة من خبيئة (باب الجُسس)، التي اكتشفت عام 1891.

 

وأوضحت أن المعرض الثاني يضم 70 قطعة أثرية تلقي الضوء عن التعليم في مصر القديمة عن طريق عرض مجموعة فريدة من القطع التي توضح شكل العملية التعليمية بمصر القديمة وأنماطه المختلفة التي ساهمت في تشكيل الحضارة المصرية القديمة بشكل عام وتأثيرها على الحضارات الأخرى.

 

ويعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.

 

«حكاية المتحف»

 

بدأت قصة المتحف عندما أبدى القناصل الأجانب المعتمدون في مصر إعجابهم بالفن المصري القديم، وعملوا على جمع الآثار المصرية، وإرسالها إلى المدن الأوروبية الرئيسية، وبذلك بدأت تزدهر تجارة الآثار المصرية التي أصبحت بعد ذلك موضة أوروبية. 

 

وكانت الهدايا من تلك القطع النادرة خلال القرن التاسع عشر منتشرة بين الطبقة الأرستقراطية، وكانت التوابيت من بين أهم القطع الأكثر طلبًا. 

 

لم يفهم المصريون في بداية الأمر الدوافع التي جعلت الأوروبيين يهتمون بالأحجار الموجودة في أراضيهم، فيما كان الدافع الأهم وراء تنقيب المصريين عن الآثار في المعابد والمقابر هي الشائعات التي كانت تروج إلى أن ببعض هذه المناطق كنوزًا خفية.

 

وضع تصميم المتحف المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 ليقام بالمنقطة الشمالية لميدان التحرير «الإسماعيلية سابقًا» على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني ورئيس مجلس النظار «الوزراء» وكل أعضاء وزارته، وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.

 

في نوفمبر 1903 عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سيرًا ذهابًا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل. 

 

وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتًا حجريًا، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالًا. إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضى بعض الوقت، وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902، كما تم نقل ضريح مارييت إلى حديقة المتحف، تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضى وقتا طويلًا في تجميعها خلال حياته.

 

ويذكر أن «خبيئة العساسيف» تضم 30 تابوت خشبي آدمي ملون لرجال و سيدات و أطفال، تم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوي الأول 18 تابوت و المستوي الثاني 12 تابوتا، بجبانة العساسيف بالقرنة غربي الأقصر في 13 أكتوبر الماضي.

 

وكانت وزارة الآثار قد أعلنت عن الكشف عنهم بحضور وزير الآثار والدكتور زاهي حواس والدكتور مصطفي وزيري وقيادات محافظة الأقصر الشعبية والرسمية.