بعد الإطاحة به من حكم بوليفيا.. «المزارعون» ينتفضون لناصرهم «موراليس»

إيفو موراليس
إيفو موراليس

كانوا يرون فيه ناصرهم، ومخلصهم من «جشع الإمبريالية الأمريكية» ومن مصالح الرأسمالية العالمية، إنه الرئيس البوليفي المستقيل إيفو موراليس، الذي رحل عن منصبه عنوةً بعدما أجبره الجيش البوليفي على الاستقالة.

إيفو موراليس، هو الرئيس الاشتراكي، الذي كان يقود حربًا أيدلوجيةً ضد الرأسمالية الأمريكية، وقد ظن الجميع أنه رفع الراية البيضاء هذه الأيام، بسقوط حكمه الذي دام أربعة عشر عامًا، كان الصراع حاضرًا بشدة مع الولايات المتحدة، التي كانت تصفه بـ"الشيطان".

وبعد رحيله، بدا أن موراليس لم يرمِ المنديل بعد، متكئًا على دعمٍ من أنصاره في بوليفيا، الذين خرجوا في احتجاجاتٍ شعبيةٍ رافضةٍ للإطاحة بموراليس من حكم البلاد.

احتجاجات قوية

ولم يكن دعم المزارعين لموراليس مشهدًا عابرًا أو فقاعة هواء ستُفرغ سريعًا، بل إن هؤلاء عازمون على الاستماتة في الدفاع عن الرجل، الذي لُقب بـ"ناصر الفقراء".

أكبر دليل على ذلك، مشهد الاحتجاجات والاشتباكات الدامية في بوليفيا أمس الجمعة، والتي خلفت ثمانية قتلى في صفوف المحتجين الموالين لموراليس، إضافةً إلى عشرات المصابين.

المزارعون أنصار موراليس صعّدوا من خطواتهم الاحتجاجية من البداية، فقاموا بقطع طرق سريعة وكسر خطوط نفط والنزول في احتجاجات بشوارع العاصمة لاباز ومدينة إل آلتو القريبة ومناطق زراعة الكوكا التي تدين بالولاء لموراليس.

ويعتبر المزارعون موراليس واحدًا منهم، فالرئيس الاشتراكي قبل أن يخوض غمار العمل السياسي كان مزارعًا أيضًا، ينبذ الطبقة الرأسمالية، ويطالب دومًا بحقوق العمال والمزارعين وعامة طبقات الشعب البوليفي.

لكن موراليس لم يبصر في المرآة الوجه الآخر، الذي كان تشير إليه المعارضة في البلاد، في غياب الحريات ومسألة حقوق الإنسان في البلاد.

تفاعل موراليس مع الاحتجاحات

وفرّ موراليس إلى المكسيك، التي منحته حق اللجوء السياسي، لكنه لم يغب عن مشهد الاحتجاجات المناصرة له، ووصف موراليس، عبر تويتر استقالته التي أُجبر عليها بأنها "انقلابٌ عسكريٌ"

وفي تغريدةٍ أخرى ندد موراليس بالقمع العنيف الذي تمارسه قوات الأمن. وكتب موراليس "قادة الانقلاب ينفذون مذبحة بحق السكان الأصليين والبسطاء لأنهم طالبوا بالديمقراطية".

وكان موراليس قد أُعيد انتخابه في انتخابات 20 أكتوبر المنصرم لولايةٍ رابعةٍ، بيد أنه قرر لاحقًا إعادة الانتخابات، بعد ضغوطٍ دوليةٍ ومن منظمة الدول الأمريكية، بعد ثبوت تلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية.

وكان ترشح موراليس لولاية رابعة تجاوزًا للدستور، الذي يضع قيودًا على تولى الرئاسة لثلاث مددٍ رئاسيةٍ متتاليةٍ، إلا أن موراليس حصل على حكمٍ من المحكمة الدستورية في نوفمبر عام 2017 بأحقيته بالترشح، وذلك على الرغم من خسارته استفتاءً دستوريًا حول تعديل مادة القيود على المدد الرئاسية في فبراير عام 2016.