مشوار

قضايانا القومية والسفهاء

خالد رزق
خالد رزق

الذين تابعوا بعضا من صحف وقنوات وإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعى خلال الأسابيع الأخيرة لابد و«أنه» هالهم حجم البذاءة السافر والانحطاط المفضوح اللذان سقط إليهما ليس فقط القائمون على هذه الوسائل الإعلامية، وإنما المتلقون، المتفاعلون بتعليقاتهم على ما ينشر بالمواقع الإعلامية ويتداولونه هم ـ أقصد ـ عموم الناس تعاطياً مع القضايا المطروحة، على صفحاتهم الشخصية بالفيس بوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل.
أسابيع مليئة بالأحداث المهمة التى كانت منطقتنا العربية مسرحاً لها، وبطول وعرض جغرافية هذه الأمة من المحيط إلى الخليج، توالت الصدمات أشدها إثارة للاشمئزاز جسدته وسائل الإعلام المحترفة رسمية وغير رسمية، ذلك أن تلك الوسائل وأياً كانت طبيعة ملكيتها مفترض أنها لا تخرج عن نواميس المبادئ الأخلاقية والوطنية وحتى الأعراف العربية الشرقية.. وهى فى ذلك تخضع لرقابة أو لون من ألوان السلطات الرسمية للدول، ولكن على ما يبدو أن هذه السلطات التى تمنع حرية معارضتها، بادلت حرية التعبير ضدها بالسماح لسفهاء العقول خربى الضمائر بهدم كل الثوابت طالما بقيت هى خارج دوائر النقد، «ببساطة» قبلوا بالانحلال بديلاً لحرية شعوب لا يرون فيها سوى إزعاج لرؤوسهم.
عندما تقابل وسائل إعلام عربية ما يجرى فى بلد من بلاد المواجهة كلبنان بخفة وتهون من خطورة ما تنذر به الأوضاع فيه، وعندما تركز هذه الوسائل على صواريخ المقاومة الفلسطينية التى تستهدف العدو باعتبارها تهدد آمنين وتدفع بالصهاينة إلى الرد وتتناسى أن البادئ كان هو الاحتلال وأنه ارتكب ويرتكب كل يوم جرائم القتل والتعذيب والتنكيل وسرقة الأراضى وتتجاهل فى الوقت نفسه مبادئ المنطق الإنسانى وهى تطالب الفلسطينى بنسيان أرضه ودماء أبنائه وكأنها تطلب منه أن يسلم للعدو بالحق فى القتل والتدمير والاستيلاء، فلابد أن يكون الصدى فى وسائل التواصل هو تبجح أفراد من النخبة والعوام العرب، بتبنى كذبة أن العدو بكل ما يقترف إنما هو على الحق يدافع عن وجوده.. والأفجر والأحط هو جهر بعضهم بدعوة العدو إلى التدخل هنا وهناك.
فى الإعلام العربى من يقود الشعوب إلى السقوط.