«القرموطي» يهدد الأمن القومي لمصر!

لقطة من كليب جابر القرموطي
لقطة من كليب جابر القرموطي

قبل أيام تقدم النائب تامر الشهاوي تحت قبة البرلمان بحزمة من الإجراءات البرلمانية في بيان عاجل، حول الحالة الإعلامية والفنية والثقافية التي تنبئ بأوضاع شديدة الخطورة مستقبلاً على الأمن القومي المصري.

 

خطوة النائب تأتي إعمالا لأحكام المادة (215) من اللائحة الداخلية، والتي تنص أن يجوز للعضو أن يطلب من رئيس البرلمان الموافقة على الإدلاء ببيان عاجل يوجه إلى رئيس مجلس الوزراء أو أحد أعضاء الحكومة عن موضوع غير وارد في جدول الأعمال إذا كان من الأمور ذات الأهمية العامة العاجلة.

 

نائب الشعب، أدرك بحسه الوطني الضرورة الملحة التي بات عليها حال الثقافة والفنون في هوليوود الشرق التي أنارت سماء الوطني العربي بالأمس القريب، وأن الإعلام والفن والثقافة هو أحد ركائز الأمن القومي؛ بل يعد أحد أركان القوى الشاملة للدولة والأمن القومي بمفاهيمه الحديثة، لما تمثله مجتمعة كأهم أذرع القوى الناعمة للدولة المصرية والتي كانت دائماً ما تميز مصر على مر التاريخ.

 

وأضاف أن البلاد شهدت مؤخراً الكثير من الأحداث وتابعنا ردود فعل المواطنين السلبية عن الحالة الإعلامية والفنية والثقافية كلها أمور تشير إلى وجود مسار إعلامي وفني وثقافي خاطئ لم يستطع أن يحصن المجتمع من التأثيرات السلبية على الأمن القومي.


 
وطالب بدراسة كيفية إعادة تصويب المشهد الإعلامي والفني والثقافي لما له من تأثير بالغ الأهمية بما يحقق تحصين المجتمع من الهجمات الشرسة التي نواجهها.

 

كل ما جاء في طلب الإحاطة للنائب تامر الشهاوي، محق فيه، فتقدم الأمم يقاس بالثقافة والفنون جنبا إلى جنب مع العلوم، ومنذ أن أختزل الفن في «هز وسط الرجال» على أنغام حمو بيكا وأوكا وأورتيجا وكزبرة وحنجرة وغيرهم، دونما أن يدركوا أن غناؤهم داخل «الحمام» أفضل لهم ولنا، وأنهم تصوروا أن من يستطيع أن «يعبي شريط غنائي» أو يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي ويوتيوب أصبح نجما لامعا، وإن كانت مسئولية ظهور هذه الكوارث الطبيعية تقع جانب منه على نقابة الموسيقيين والرقابة على المصنفات الفنية أيضا اللتان أغفلتا دورهما في المتابعة ومصادرة تلك الكوارث في بدايتها قبل أن تتفاقم وتتوحش.


 
فالغناء الشعبي قيمة فنية عالية يشير إلى التراث والمأثورات التي تتربي عليها أجيال وأجيال، يأتي من عادات الناس وتقاليدهم، وما يُعبرون عنه من آراء وأفكار يتناقلونها جيلاً بعد جيل، كنوع من الفولكلور الشعبي والحكايات المأثورة، وتعبر كلماته عن البطولات الشعبية والأساطير وقصص الجن وغيرها والأمثال السائدة والألغاز، والمفاهيم الخرافية، والاحتفالات والأعياد الدينية.

 

ولعل زكريا الحجاوي (4 يونيو 1915 -  7 ديسمبر 1975) هو أحد رواد الفن الشعبي المصري، أبرز إنجازاته تقديم التراث الشعبي المصري عبر وسائل الإعلام الحديثة (حينها) كالصحافة والإذاعة والتلفزيون. 

 

اكتشف زكريا الحجاوي عددًا من الأصوات الشعبية أثناء عمل مسح شامل للقطر المصري لجمع الفنون الشعبية من مصادرها، مثل خضرة محمد خضر ومحمد طه ومحمد أبو دراع وإبراهيم خميس وفاطمة سرحان وجمالات شيحا. ولنا أن نضيف على هذه الأسماء أيضا من تغنوا باللون الشعبي محمد رشدي ومحمد العزبي، وكان للأخير مقدرة فذة في إلقاء الموال وتأليفه «على الهواء أي إرتجالا».

 

ولعل مفاجأة المفاجآت التي لحقت بأهل المغنى هي ما خرج بها علينا الزميل الصحفي «جابر القرموطي»، واتجاهه للغناء وعمل فيديو كليب. ولا تعليق بعد ذلك على ما بدر من الإعلامي المبجل، سوى سؤال موجه إلى نقابة الموسيقيين والرقابة متى تنتهي هذه المهازل؟ وإلى متى ستظل الثقافة والفنون «مرتعًا» لمن يبحث عن الأضواء.