حكايات| رضاعة بدون زواج.. أمر يمكن تحقيقه بالعلم والشرع

 المرأة يمكنها إرضاع طفل لم تلده ودون أن تتزوج
المرأة يمكنها إرضاع طفل لم تلده ودون أن تتزوج

هل مر على خاطرك أنه يمكن لغير المتزوجة أن تُرضع الصغار دون مانع فسيولوجي .. دون أي اندهاش، نعم هذا قد يحدث !


المرأة يمكنها إرضاع طفل لم تلده ودون أن تتزوج، بل أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تنصح بهذه العملية بشدة، حيث أنه من الممكن للسيدة القيام بالرضاعة الطبيعية حتى إن لم تنجب من قبل أو حتى إذا وصلت إلى سن انقطاع الطمث. 

الرضاعة المستحثة
تختلف الرضاعة الطبيعية للطفل بالتبني عن الرضاعة الطبيعية للطفل بعد الحمل، ولكن يمكن تحقيق ذلك من خلال عملية الرضاعة المستحثة، إما عن طريق بعض الأدوية المحفزة لإدرار اللبن أو الأعشاب، وهناك بعض التمارين التي يساعدك فيها الطبيب.


وأكدت دكتور منار محمد مبارز طبيبة الأطفال واستشاري دولي رضاعة طبيعية، لـ «بوابة أخبار اليوم» أن أهمية الرضاعة الطبيعية تأتي من أن اللبن البشري يختلف في تركيبه عن ألبان الأبقار والتي يصنع منها اللبن الصناعي، فعند المقارنة تكون فكرة إرضاع الطفل بلبن أم بديلة أفضل في كثير من الأحيان من الرضاعة الصناعية، الأمر الذي يجعل فكرة تحفيز إنتاج اللبن لدى الأم الكفيلة فكرة تستحق الاهتمام من وجهة نظر طبية.


وأكدت أن الأم الكفيلة يجب أن تراجع طبيب في بداية المسألة لاستخدام أدوية لتحفيز اللبن، وأيضا للاطمئنان لعدم وجود حالة مرضية من الممكن انتقالها للطفل، لأن بعض الفيروسات ممكن أن تنقل عن طريق اللبن، خصوصا أن في حالة الأم البيولوجية الطفل يكتسب مناعة منها أثناء فترة الحمل والولادة، لكن في حالة الأم البديلة نحتاج فحوصات لأخذ احتياطات معينة أثناء الرضاعة.


ونصحت «مبارز» الأم المقبلة على خطوة كفالة طفل أن تزور استشاري رضاعة طبيعية قبل استلام الطفل بالفعل بمدة لا تقل عن ٦ أشهر.


ونوهت إلى أن الفائدة النفسية للرضاعة الطبيعية والرابط العظيم الذي يخلق بين الأم والطفل، كما أن هناك أبحاث عديدة عن إمكانية انتقال بعض الصفات الجينية من الأم للطفل عن طريق الرضاعة، فضلا عن الخلايا المناعية والجزعية التي تنقل له عن طريق اللبن.

 

فوائد للمرضعات 
وأوضحت دكتورة منار بعض الفوائد العظيمة على السيدة التي ترضع طبيعي، حيث أكدت أن الرضاعة الطبيعية تقي السيدة من سرطان الثدي وسرطان المبيض، كما أنها هامة للتحكم في ضغط الدم المرتفع، وتقي من الإصابة بالسكري.


وأما لفوائدها على الطفل فهي ترفع من مناعته ضد الأمراض المعدية، وتقلل من فرص إصابته مستقبلا بأمراض عديدة مثل بعض أمراض الحساسية في مرحلة الطفولة بل وأمراض مثل السكر في العمر الأكبر.


الدين لا يمنع
وكان فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، قد قال في تصريحات على موقع دار الإفتاء الإلكتروني، أن الطفل إذا رضع من الأم الكفيلة خمس مرات وهو في سن الرضاعة ولو عن طريق جهازٍ يدرُّ اللبن، فهو ابنا لها ولزوجها، ويحرم عليها.


وأكد جمعة على أن الإسلام حرم التبني وسمح بالكفالة منعًا للناس من تغيير الحقائق، وصيانةً للحقوق، وحفظًا للأنساب، وليس للطفل بالكفالة الحق في الميراث ولكن يمكن أن تعطيه العائلة شيئا من المال على سبيل الهبة.