حكايات| بطولات مملكة النحل.. مشهد حقيقي لصد «دبور» من الغزاة

أشهر أعداء النحل.. وفيديو لدفاع النحل عن خليته
أشهر أعداء النحل.. وفيديو لدفاع النحل عن خليته

مملكة النحل تمتلك أسلحة دفاعية منهجية لصد الأعداء، فالسلوك النظامي يجعلها قادرة كبح المخاطر التي تستهدف الخلية والملكة، فهي أمة لها مبادئ تنتهجها للحفاظ على بقائها، إلا أن النحل كغيره من الكائنات ليس حصينا ضد كل شئ وثمة أعداء لا يمكن دحرها دون تدخل البشر.

النحل من الحشرات التي تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، ووظيفتها إنتاج العسل وشمع النحل والتلقيح، يعرف منها ما يقارب 20.000 نوع، وتنتشر في جميع قارات العالم عدا القطب الجنوبي.

ومن المعروف أن حشرات النحل تعيش في مجتمعات تعاونية ضخمة، وتعمل سويا بشكل جاد لإنتاج العسل والحفاظ على الخلية من أي سوء.

التقت «بوابة أخبار اليوم» مع النحال عبد اللطيف محمود ليحدثنا عن أعداء النحل وكيفية مواجهتهم للحفاظ على الخلية، حيث أكد أن النحل له أعداء كثيرة مثل ذئب النحل، طائر الوروار، دبور البلح الأحمر.

«دبور البلح الأحمر»

أبرز أعداء النحل الذي يعيش في معيشة اجتماعية ويبني العش الخاص بها على الترع والمصارف أو الشقوق الموجودة في الجدران القديمة، وتتغذى مجموعات بدور البلح الأحمر على النحل والعسل والحضنة وحبوب اللقاح وبعض الثمار ذات التركيز العالي في السكريات، وتبدأ مجموعات الدبور في نشاطها مع بداية فصل الربيع عن طريق تكوين مجموعات تشبه عالم النحل تماما من ملكة وشغالات.

ويعتبر دبور البلح الأحمر من الأعداء الأولى للنحل، لأنه يقوم بمهاجمة الشغالات والتغذية عليها وعلى النحل والعسل وذلك بالأخص في فصل الخريف، مما يؤدي لقلة أعداد الشغالات من النحل أو الملكات مما يؤدي لحدوث انهيار في الطوائف والتي من الصعب تعويضها خلال فصل الشتاء.

وإذا تسربت إعداد من الدبور إلى خلية النحل، يمكنها أن تقضي على كل الشغالات وحبوب اللقاح والعسل وربما الشمع أيضا.

بالإضافة لذلك فأن الدبور يعطل سروح الشغالات خارج الخلية ليظل جزء منها خارج الخلية كفريق حراسة للدفاع عن الخلية ومنع الدبور من الدخول.

والجزء الأخر يحمي الخلية والعسل في الداخل، لأنه إذا حدث بالفعل واستطاع الدبور الدخول للخلية، يقوم عدد كبير من الشغالات بالتجمع حول الدبور أو عمل ما يسمى بـ«العنقود» حتى يقومون بتوليد درجة حرارة عالية جدا حوله للقضاء عليه، لأن الدبور لا يستطيع التعايش عند درجة حرارة معينة.

والتقطت عدسة «بوابة أخبار اليوم» لحظة محاولة دخول دبور إلى الخلية وكيف دافع فريق حراسة النحل عنها.

 

وهناك عدة طرق لمكافحة الدبور وذلك عن طريق اصطياد أكبر عدد من ملكات الدبور في الربيع حتى لا تتزايد أعدادهم في الخريف، وذلك بوضع ثمار ذو سكريات عالية داخل المصايد لتجذب الدبور لها، بالإضافة للحرص على تقوية طوائف النحل لتكون أكثر مقاومة لهجمات الدبور مع ضم الخلايا القوية مع الضعيفة.

قد يتم استعمال بعض المبيدات الحشرية لتسمم عش الدبور وقت الغروب بحيث يكون أعداد الدبور كلها مجتمعة ويتم القضاء عليها مرة واحدة.

 

«ديدان الشمع» أو «فراشة الشمع»

تنقسم الديدان إلى نوعين الكبيرة والتي تسمى «العتة» وتعتبر أشهر نوع، والنوع الأخر الصغيرة والتي تعتبر أقل ضررا، وتسبب خسائر كبيرة في المناحل والشمع، ويتمثل ضررها في تكون كتلة حريرية داخل الخلية تعوق حركة النحل، فضلا عن إصابة كتل الشمع الخام الذي يعد ثروة في عالم النحل لاستخدامه في إنتاج كتل شمع جديدة.

ويتم مقاومة ديدان الشمع عن طريق استمرار قوة طوائف النحل، وقيام الملكة بوضع البيض بكثرة لإنتاج عدد كبير من الشغالات التي تقوم بدورها بقتل الديدان وإخراجها خارج الخلية، فضلا عن إحكام الخلية جيدا وعدم وجود ثقوب بها تسمح بدخول الديدان.

يجب أيضا تنظيف الزوائد الشمعية باستمرار والتخلص منها خارج الخلية حتى لا تساعد في وجود هذه الديدان، وذلك من خلال الفحص الدوري للخلية بشكل مستمر.

 

«القمل الأعمي»

حشرة من الرتب ذات الجناحين وتصيب سلالات النحل الهادئة بصفة خاصة، ولا سيما الملكات والشغالات صغيرة السن، وتثبت عليهم بواسطة مخالب قوية، وتضع أنثى القمل البيض على الأقراص الشمعية التي تتسبب في إحداث إنفاق داخلة لتظهر بعدها الحشرة الكاملة التي تتغذي على العسل وعلى الغذاء الملكي وربما تؤدي لموت الملكات في حالة الإصابة الشديدة.

ويتم مقاومتها عن طريق قوة الخلية أو رش محلول سكري على النحل حتى يقوم بتنظيف نفسه والتخلص من هذه الحشرة، فضلا عن التدخين برائحة الشيح الذي له دور قوي في التخلص من القمل.

 

«ذئب النحل»

يشبه النحل في الشكل لكن يكون لونه أصفر إلى حد ما، ويمتثل ضررها في اصطياد شغالات النحل أثناء الطيران عن طريق قدمها وتبدأ في تناولها، وقد تنقلها إلى العش الخاص بها لتغذية اليرقات الصغيرة عليها.

ويتم مقاومتها أيضا عن طريق اصطيادها أو هدم بيوتها للقضاء عليها والحد من انتشارها، أو نقل المناحل في الأماكن التي ينتشر بها ذئب النحل بكثافة عالية.

 

«النمل»

للأسف الهجوم الكبير من النمل يؤدي لهلاك الخلية بالكامل، لأنه يقوم بإتلاف أطوار الحضنة لشغالات نحل العسل، ولمقاومته يجب بقاء أرضية الخلية نظيفة من الحشائش أو أي أشياء تجذب النمل، مع رش المياه في الأرضية باستمرار، وكذلك دهان أرجل الخلية ببعض الشحوم التي تعوق وصول النمل للخلية.

 

«طائر الوروار»

يوجد منه نوعان، الصغير المستوطن في مصر ويكون ضرره أقل على النحل، لكن النوع الأخر المهاجر له ضررا أكبر.

يعمل الوروار على مهاجمة النحل الطائر والتغذية عليه ويظهر على المناطق الموجودة بها المناحل خلال فترتي الربيع والخريف أثناء هجرته والعودة منها.

يمكن للوروار أن يلتقط الملكات العذارى أثناء خروجها للتلقيح، وقد تفسد أماكن التلقيح تماما إذا هجم عليها الوروار.

وتتمثل طرق مقاومته عن طريق وضع خيالات أو إصدار أصوات عالية لتشتته وإبعاده عن أماكن تواجد النحل.