مصرية

أردوغان.. وقانون الغاب

ايمان همام
ايمان همام

تمتلك الدولة التركية «العثمانية» تاريخاً دموياً منذ تأسيسها فى العصور الوسطى على يد «عثمان بن أرطغرل» فى ٢٧ يوليو سنة ١٢٩٩م، حتى يومنا هذا وهى غارقة فى بحور من الدماء ومستنقع الخيانة.. الدولة العثمانية رغم اتساعها كان يحكمها قانون الغاب، فالسلطان بمجرد أن يعتلى العرش يصدر فرماناً بإعدام أشقائه الذكور، بل أحيانا يقوم الابن بالتمرد على والده السلطان ويقتله، كما حدث مع السلطان «بايزيد الثانى»، الذى عزل وقتل على يد ابنه الشرس «سليم الأول» فشهوة الملك تدفع السلطان إلى قتل أبنائه وأحفاده، فالقتل سمة من سمات تولى العرش العثمانى، فهناك الكثير من قصص قتل الإخوة والأبناء والأحفاد لتولى العرش وللحفاظ عليه أطول مدة ممكنة، ودائما كانت بصمات الجوارى واضحة فى سفك الدماء، وعندما جاء السلطان محمد الثانى «محمد الفاتح» جعل قتل الأخ قانوناً من قوانين الملك وركناً من أركان حفلة التتويج، واستمرت هذه العادة فى العائلة العثمانية حتى انتهاء الحكم العثمانى سنة ١٩٢٢. لقد توارث سلاطين الدولة العثمانية سلسال الدم والخيانة منذ تأسيسها فى نهاية القرن الثالث عشر، بداية من «عثمان أرطغرل» حتى وصلت إلى رجب طيب أردوغان «الحالم» باستعادة دولة الخلافة المزعومة، التى يقوم الآن بجريمة حرب ضد الإنسانية وقتل للمدنيين خارج نطاق القانون، فأطماع أردوغان الاستعمارية ومساعيه الدائمة للتدخل فى شئون الدول الأخرى، ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى عشرات السنين الماضية، لقد استعان هذا الأردوغان على تحقيق مطامعه الاستعمارية بالتعاون مع مختلف التنظيمات الإرهابية التى تشكلت  وظهرت على السطح مؤخراً.. وليس عدوانه الأخير على شمال سوريا إلا دليلا واقعيا على ذلك منذ أن شارك فى «المؤامرة الكبرى» التى تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية لتفتيت العالم العربى لصالح إسرائيل، كما جاء فى تصريحات «آن باترسون» بالقاهرة، عندما قالت: سيعود اليهود إلى مصر فى ٢٠١٣ وسيتوسل إلينا المصريون أن نستعبدهم وننقذهم من الفقر والمجاعة، كما أعلنت بفخر أنها لعبت دوراً محورياً خطيراً حقق لشعب الله المختار النبوءات، ومازال أردوغان يسير فى طريق الضلال، فدماء الأرمن والأكراد تطارد أردوغان.. وإن ربك بالمرصاد.