وتبقى كلمة

صوت العزة

صفوت محمد
صفوت محمد

وصلنى رنين المحمول مبكرا.. حاولت نفض غبار النوم عن جسدى الذى أرهقته الأيام.. لم أستطع وإن كنت متنبها.. عاود الرنين التواصل ثانية.. بل ألح.. أيقنت أن جللا وقع وصاحبه يستنجد.
اتجهت إلى الجهاز الذى أصبح لصيقا بنا وألغى المسافات والوقت وجعل التواصل كأنه "بساط الريح".. دون معرفة المتصل وبأعين شبه مغلقة تناولته وأجبت "نعم".. وصلنى صوت رجل يتحدث محييا قائلا "أخى.. يبدو أنى أيقظتك.. لكن فرق التوقيت السبب.. اعذرنى فإنى لا أعرف سواك لأنقل عن طريقه ما أعيشه وأحسه ويحياه كل المثقفين والمبدعين العرب فى سائر أنحاء المعمورة"..
بدأت التنبه.. خشيت أسأله من تكون.. ربما سؤالى يدفعه للقول ألا تعرف صوتى!.. لكنى تعجبت.. إنها الثالثة فجرا وتوقظنى من نوم أضنته الأدوية والأمراض والسنون.. أيقظتنى لتبث لى لواعج عواطفك وأحاسيسك المرهفة.. قررت الاستماع إليه دون تعليق وأنا مازلت لا أعرف من هو!.
وصلنى صوته ثانية.. أكد أنه من فرط سعادته وتقديره لما استمع على "صوت العزة" قرر أن ينقل كل مشاعر الحب والإعزاز لهذه الكتيبة الرائعة التى تعمل فى صمت وتؤدى دورا وطنيا جميلا ومميزا.. إنها كتيبة إذاعة "صوت العرب" التى تبث من القاهرة إلى كل الدنيا.. يا الله.. الإذاعة.. أهناك من يستمع إليها الآن؟!.. هكذا رددت عليه "عفويا".. بادرنى بأنه د.فاضل حطاب التميمى عميد الإذاعيين العراقيين يهتم بمتابعة كل الإذاعات.. خاصة صوت العرب.. كما يتابعها كل عربى متعطش إلى الإحساس بالحرية والعزة.. حاولت شكره على مشاعره الطيبة.. رفض.. حملنى التحية لكل أطقم العمل فى الإذاعة وطالبهم بالاستمرار فى تنفيذ برامجهم المتميزة.. كما طالبهم بتنفيذ سياسة المراسلين من كل الأقطار الشقيقة وعرض الرؤى والمواضيع العربية ليستمر صوت العزة من القاهرة موحدا لكل العرب.. ها أنا أنقل رسالته لعل مردودها يكون إيجابيا وتعود إذاعتنا مجمعة لكل الأخوة والأحبة العرب.