خواطر

متابعـة الأحـداث والتطـورات أجهدتنى بكثرتها وتسارعها

جلال دويدار
جلال دويدار

أشعر هذه الأيام ككاتب عمود يومى فى الأخبار بأننى ألهث وراء الأحداث سواء كانت داخلية أو خارجية أننى لا أستطيع أن ألاحق سرعتها وتتابعها. هذا الأمر يجهدنى ويجعلنى ألجأ إلى تغيير المقال الذى كتبته لاستبداله بآخر أكتبه لمسايرة هذه المتغيرات. فى اعتقادى أن سبب معاناتى هو تربيتى الصحفية فى مدرسة الراحل المبدع أستاذى مصطفى أمين وعلى أمين صاحبى ومؤسسى المدرسة الصحفية الحديثة القائمة على الخبر.
فيما يتعلق بتحليلى وتعليقى على أحداث الداخل فإن كثرة وسرعة التطورات التى تسابق الزمن لتعويض ما فاتنا وأدى إلى تخلفنا فى كل المجالات حيث تمثل جزءاً رئيسياً من هذه المعاناة. ليس غائباً حالة الجمود والانكماش الاقتصادى التى عاشتها مصر بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وأدت الى تراجع النمو من أكثر من ٧٪ عام ٢٠١٠ إلى ٢٪ . نتج عن هذا الأمر مشاكل وتعقيدات اقتصادية واجتماعية.
ساهم فى هذه الكارثة بدء الجنيه المصرى لمشوار انهياره بانخفاض قيمته أمام العملات الأجنبية.. حدث كل هذا بعد سطو جماعة الإرهاب الإخوانى على حكم مصر بمساعدة الانتهازيين والعملاء وضغوط القوى الأجنبية سياسياً واقتصادياً.
هذا المناخ الغاية فى القتامة بالنسبة لمصر المحروسة بدأ ينقشع مع ثورة الثلاثين مليون متظاهر يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣. هذه الثورة انتهت بشلح الجماعة الإرهابية التى كانت قد خطفت وبدأت فى القضاء على هوية مصر تاريخيا وتراثيا وثقافيا وإلغاء ريادتها فى المنطقة . تم ذلك لصالح مشروعها الوهمى الذى لا يخدم سوى المتربصين بمصر والأمة العربية.. هذا المشروع المؤامرة كان يقوم على عدم قدسية الحدود والسيادة وبالتالى فإنه ليس هناك ما يمنع من التنازل عن الأرض.
الحقيقة أننا كنا فى حاجة الى تسارع رتم المسيرة نحو المستقبل وإصلاح ما تم تدميره وتخريبه عن جهل وعمد.. هذه الحاجة الملحة كانت حتمية لتعويض ما فاتنا وجعلنا بعد الذى كنا نسبقهم فى النهوض والتقدم بمراحل كبيرة. السعى الى هذا الهدف تطلب بعث روح التحدى التى بعثها الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى بدونها ما كانت هناك تلك الإنجازات الهائلة المبهرة فى كل المجالات. إنها شملت المد والتوسع والتحديث لشبكة الطرق إلى جانب تحويل مشروعات الأحلام إلى واقع فى منطقة قناة السويس.
يضاف إلى ذلك بدء الدخول الى العصر النووى الذى تأخر كثيراً.. فى هذا الشأن تجرى حالياً عملية إقامة أول مفاعل نووى ضخم يضم ٤ وحدات لتوليد الكهرباء بهدف حل مشكلة احتياجات الطاقة المتزايدة فى مصر.
هذه الخطة شملت أيضاً تنمية سيناء التى توقفت بعد أن كان قد بدأها الزعيم الراحل أنور السادات. يأتى بعد ذلك الصعيد الذى عانى الاهمال والنسيان لسنوات طويلة. خصص للنهوض بهذين الإقليمين من أرض مصر ما يزيد على العشرة مليارات جنيه سوف يظهر أثرها على التوالى فى القريب بإذن الله. لم يكن من الممكن تبنى هذا التوجه التنموى الفريد دون دعم الأساس الذى يعتمد عليه وهو ما تمثل فى برنامج الإصلاح الاقتصادى الشجاع والجرىء.
لا جدال بل من المؤكد أن كل هذه الإنجازات سوف تغير وجه مصر.. تحقيقاً لآمال وتطلعات جموع المصريين فى النهوض واللحاق بركب التقدم.