اول سطر

هنا.. شنغهاى

طاهر قابيل
طاهر قابيل

كلما سافرت إلى "الصين" يجذبنى مشهد "الترولى باص" وهو مازال ينطلق فى شوارع العاصمة "بكين" ذات الكثافة السكانية العالية والتى تزيد عن 21 مليون نسمة وبجواره يسير مترو الأنفاق والسيارات التى تعمل بالكهرباء بدون أزمات مرورية.. وقد أسعدنى توجه "مصر - السيسى" إلى استخدام الطاقة النظيفة بديلا عن البترولية الملوثة للبيئة فى وسائل النقل.. وزادت سعادتى مع اتجاه الإنتاج الحربى لتصنيع سيارات تعمل بالكهرباء وإعلان الهيئة العربية للتصنيع عن إطلاق منظومة الأوتوبيسات الكهربائية الذكية من خلال تحالف مع الشركتين الصينيتين "شنغهاى وانكسيانج العالمية ويونيتد إنفستمنت" وعدد من الشركات المصرية المتخصصة.
إنتاج سيارات الركوب والأتوبيسات الذكية خطوة تؤكد قدرتنا على مواكبة التطور العالمى ونقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة فى إطار خطتنا المصرية للتحول الرقمى والدفع بمنظومة النقل العام الذكى طبقا للمعايير الدولية.. فأوتوبيسات الأسطول الجديد مراقبة من خلال الكاميرات المركبة بكل أوتوبيس لتحقيق الأمان الكامل للركاب مع تخصيص أماكن انتظار للسيارات الخاصة بالمحطات الرئيسية لتحقيق مبدأ "Park and Ride".
المنظومة الكهربائية الذكية تتميز بالمحافظة على نقاء البيئة وتوفر الراحة للركاب بالمقاعد المريحة وتكييف الهواء وشاشات الفيديو و"الواى فاى" وهى أيضا مجهزة لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة وبها أحدث أجهزة الدفع الإلكترونى ويمكن للراكب الحصول على التذكرة من خلال ماكينات مركبة بمدخل الأوتوبيس أو استخدام كروت التحصيل الذكية ويمكنه متابعة حركة أسطول النقل الذكى ومعرفة أقرب محطة وتوقيت وصول الأوتوبيس والزمن المتوقع للرحلة وذلك من خلال تطبيق على أجهزة "المحمول" مرتبط بشبكة "جوجل" العالمية.. فمصر تمتلك المقومات التى تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا وعلى قائمة المُصدرين للمركبات الكهربائية خلال السنوات القادمة فهى بوابة العالم العربى والقارة الإفريقية مما يساهم فى خلق فرص العمل وضخ استثمارات جديدة فى مجال الصناعات المغذية لتصنيع المركبات الكهربائية..
ما شاهدته فى بكين وغيرها من المقاطعات أثناء مشاركتى فى «رابطة الحزام والطريق للتعاون الإخبارى والإعلامى» يؤكد أن التجربة التنموية الصينية نموذج يحتذى به فقد استطاعت فى 40 سنة تحقيق المعجزة وبناء الصين الشعبية الحديثة بالانتماء والعمل وبذل الجهد.. وقد يتساءل البعض هل يستحق مشروع السيارات والأوتوبيسات الذكية مقالا؟ فأقول لهم: إن الإنجازات الوطنية غير المسبوقة التى نشاهدها على أرض مصر منذ 5 سنوات مثل قطع الفسيفساء المتناثرة وإذا وضعنا قطعة حتى لو كانت صغيرة بجوار أخرى تخرج لنا لوحة رائعة لمصر المستقبل.