عطر السنين

ملوك القطارات

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

للأسف هناك قطاع من الموظفين تصوروا أنهم ملوك للقطارات بدلا من أن يكونوا فى خدمة الركاب وهى آفة تعانى منها قطاعات عديدة من الأجهزة الخدمية فتؤدى إلى تدنى الخدمة ويعامل المواطن بإهمال وقد فوجئنا خلال الأسبوعين الماضيين بحادثين مأساويين الجناة فيهما من يمكن تسميتهم بملوك القطارات هم موظفون صغار لكنهم نصبوا من أنفسهم ملوكا للقطارات وتحول الركاب إلى رعية فبعد الكمسارى بالقطار المتجه للإسكندرية يتحول إلى صاحب القطار فيخير اثنين من الباعة الجائلين بين دفع ثمن التذكرة أو تسليم بطاقتيهما الشخصيتين ليحولا إلى النيابة أو القفز من القطار وفى لحظة غاب فيها ضميره يأمر الشابين بالقفز من القطار أثناء سيره فيموت أحدهما بعد انفصال رأسه عن جسده والثانى يصاب بإصابات بالغة ويمثل الكمسارى أمام النيابة لأنه ظن نفسه ملكا للقطار وخالف القانون والإنسانية ومارس ساديته على شابين يسعيان لكسب عيشهما بشرف.. وهذا الأسبوع أمين شرطة من حرس القطار اكتشف قبل وصول القطار إلى الإسكندرية أن أحد الركاب يدخن وأصر على أن يحصل منه غرامة مائة جنيه وبعد شد وجذب فضل الشاب أن يقفز من القطار فيلقى مصرعه على الفور، فهل ارتاح حارس القطار أم أوجعه ضميره وهو يرى شابا فى العشرينات ممزقا تحت عجلات القطار.. لماذا لم ينتظر ربع ساعة ليصل القطار إلى الإسكندرية ليحرر محضرا للراكب؟ وأين كان طوال رحلة القطار وكم راكبا ضبطهم بالجرم بالمشهود؟ لا أدافع عن مخالفة القانون سواء بالبيع فى القطارات أو الركوب بدون تذكرة أو التدخين ولكن نرفض التعسف فى تطبيق القانون إلى حد الاستهانة بحياة الركاب بالمعاملة الغليظة والاستكبار عليهم خاصة لو كانوا فقراء وتنصيب أنفسهم ملوكا لبقعة صغيرة لكنها شديدة الخطورة (والغلطة فيها بفورة) لأنها تهدد حياة الركاب. ونحن نتساءل من أعطاهم الحق فى التكبر على خلق الله والتعسف فى تنفيذ القانون دون مراعاة الظرف الإنسانى إن هذه الحوادث رغم أنها فردية لكنها أوجعت قلب كل مصرى على الشباب الذين سكن الحزن قلوب إمهاتهم وبموت عائلهم تفقد أسرهم العائل، لهذا فمن الواجب على الحكومة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى صرف معاش لأسر ضحايا القطارات،  لابد من إعادة تأهيل الموظفين الذين يتعاملون مع الركاب ليطبقوا القانون دون أن يتصوروا أنفسهم ملوكا للقطارات.