فى الصميم

نتنياهو يهرب .. إلى الحرب!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

بعد أن فشل نتنياهو فى محاولة تشكيل حكومة جديدة لإسرائيل، كان رهانه أن يفشل أيضاً المنافس «جانتس» رئيس حزب «أزرق أبيض» فى تشكيل حكومة ويكون بين خيارين إما إنتخابات ثالثة خلال عام واحد، أو حكومة وحدة وطنية يحتفظ فيها نتنياهو بالرئاسة ليبتعد عن شبح السجن الذى يطارده مع لائحة اتهامات بالفساد والاحتيال اقترب موعد إعلانها رسمياً.
ثم كانت أنباء عن احتمال نجاح «جانتس» فى مهمته، ولو بتشكيل حكومة أقلية تعتمد على أصوات النواب العرب فى تأمين النصاب اللازم لموافقة «الكنيست» عليها. وهنا كان قرار «نتنياهو» بتفجير الموقف وشن العدوان على الفلسطينيين وبدء موجة الاغتيالات التى تفتح الأبواب لكافة الاحتمالات ، لكنها - فى اعتقاد نتنياهو - سوف تمنحه فرصة جديدة للإفلات من المحاكمة والسجن!!
يعرف «نتنياهو» أن كل الأحزاب الاسرائيلية الصهيونية سوف تقف مؤيدة للعمليات العسكرية تحت أى ظرف. ويبنى حساباته علىأنه قادر على التحكم فى العمليات العسكرية لتحقق أهدافه، وعلى أن ظروف المنطقة تتيح له أن يستكمل جريمته وسط صمت عالمى، وأن ظروف الفلسطينيين تبعدهم عن خيار الحرب وإن كانت لا تمنعهم من الدفاع عن أنفسهم وأرضهم.
ومع ذلك، فإن حسابات نتنياهو قد تذهب كلها أدراج الرياح إذا طالت المواجهة، وتصاعد الرد الفلسطيني، وزادت الخسائر البشرية والمادية على الجانب الاسرائيلي، لتتبدد الصورة التى يريد ترسيخها لدى الاسرائيليين بأنه الرجل القادر على تحقيق الأمن الاسرائيلى كما لم يحدث من قبل. وليتحول إلى الرجل الذى يريد النجاة من المحاكمة على حساب دماء الفلسطينيين والاسرائيليين معاً!!