مهدد بالانهيار| النصب التذكاري لحفر ترعة المحمودية أثر ينتظر قرارا وزاريا

النصب التذكارى لحفر ترعة المحمودية أثر هام معرض للأنهيار و ينتظر قرار من وزير الاثار بترميمه
النصب التذكارى لحفر ترعة المحمودية أثر هام معرض للأنهيار و ينتظر قرار من وزير الاثار بترميمه

بعد مرور 200 عاما على تشييده، ظل النصب التذكاري لحفر ترعة المحمودية شاهدا على فترة من تاريخ مصر يسجل حفر ترعة المحمودية وهي من المشروعات الملاحية الهامة في عصر محمد علي والتي بدأ العمل في حفرها 8 مايو 1807، وانتهى في يناير 1820.

 أصبح مهددا بالانهيار وينتظر قرار سيادي بإعادة ترميمه قبل  سقوطه، حيث أن النقش الكتابي المدون عليه هو النقش الوحيد على المنشآت الأثرية الباقية برشيد والبحيرة الذي وردت به طفراء السلطان العثماني وهي صورة من الصور الزخرفية للكتابة العربية التي تفنن فيها الخطاط العثماني .

يقول مدير منطقة الآثار الإسلامية برشيد «محمد تهامي» أن النصب التذكاري لحفر ترعة المحمودية أقيم على مدخل الترعة من ناحية مصب فرع النيل برشيد  بمدينة المحمودية لافتا أنه عندما فكر محمد على باشا أن يربط الإسكندرية بالقاهرة عن طريق النيل لنقل البضائع والتجارة القادمة من أوربا إلى القاهرة عبر ميناء الإسكندرية وأراد كذلك أن يعيد الأهمية التجارية لمدينة الإسكندرية بعد أن فقدتها لفترة طويلة وتحولت هذه الأهمية لمدينة رشيد.

فكر محمد علي في حفر قناة مائية تبدأ من النيل وتصل إلى الإسكندرية؛ فوقع اختياره على مكان على نهر النيل بمحافظة البحيرة، ليكون منبع هذه الترعة وهذا المكان سمي بعد ذلك بالمحمودية، وكذلك الترعة نسبة إلى السلطان العثماني محمود الثاني، وبهذه المناسبة التاريخية، أقيمت لوحة تذكارية كتابية تسجل، وتخلد هذا العمل الجليل وتثنى على منشئه.

ولفت مدير عام أثار رشيد إلى أن النصب التذكاري تم تشيده من الرخام الأبيض عند منبع الترعة من النيل ومنقوش باللغة التركية «عثمانية» بحروف عربية بارزة بخط فارسي، بارتفاع 75.4 متر وعرض 20.1 متر بعدد أسطر 21 سطر.

وأضاف أن النص المدون على النصب التذكاري من النصوص التذكارية التأسيسية ويكتنف اللوح الرخامي عمودان من الرخام أسطوانيان ينتهي كل منهما بتاج زخرفي، ويعلو النص الكتابي جامة بيضاوية الشكل حافتها مشرشرة وبداخلها طفراء السلطان العثماني محمود خان، وعلى يسار هذه الطفراء توقيع آخر يمكن قراءته "الغازي محمد علي" وفوق هاتين التوقيعين شكل زخرفي تتدلى من يمنه ويساره تفريعات نخيلية تتدلى منها ثمار البلح. 

 وكشف سعيد أبو بكر من أهالى المحمودية  عن   مكان النصب التذكارى قائلا أن  المكان بالكامل يحتاج إلى تأهيل وتخطيط جديد ليكون بالصورة المشرفة التى تليق بمكانة الأثر، .

وطالب بتغيير موقع عمود الإنارة المجاور للنصب  لإزالة التشوه البصرى بسبب هذا العمود الملاصق للوحة، وضرورة تغير لون التكوين الهندسى الحديث إلى لون أغمق ليضفى لمسة جمالية على التكوين بدلا من اللون الحالى، وتركيب بوابة حديدية وسور للحفاظ على المكان من السلوكيات الضارة للمارين والعابرين للكوبرى والمكان، للحفاظ عليه نظيفا ولائقا بمكانة الأثر

وطالب المهندسة سلوى زكى رئيسة مدينة المحمودية بأزالة المخلفات المجاورة للأثر الذى يقصدة الأجانب لزيارتة   كما طالب مأمور مركز شرطة المحمودية برفع مخلفات المركز  حيث يقع النصب أمام مبنى مركز الشرطة  ويتم أستغلاله    من قبل  مركز الشرطة   لتخزين مخلفات القسم، مما يسئ الى المنظر العام للوحة الأثرية ويضر بها كثيرا،

 كما طالب بدراسة وضع منزل الكوبرى الذى تم إنشاؤه حديثا  بجوار النصب التذكارى خاصة أنه أخفى اللوحة  والأثر عن المارة

 وأكد  أن تدهور حال اللوحة الرخامية  يرجع  ل وجودها وسط تل من القمامة، وذلك رغم وقوعها أمام  مركز  شرطة المحمودية،  بالأضافة  لعدم   وعى   أهالى  المدينة  بالقيمة التاريخية للوحة، مؤكدا أنه لا بد من ترميم فورى لها وإعادة تخطيط للبيئة المحيطة والأستفادة بالاثر سياحيا والترويج له داخليا وخارجيا نظرا لمكانتة التاريخية والأثرية الهامة .