رحيل موراليس.. كيف سيؤثر سقوط «الشيطان الأكبر» على رفيقه «مادورو»؟

نيكولاس مادورو وإيفو موراليس
نيكولاس مادورو وإيفو موراليس

بدون مقدماتٍ توحي بأن هذه الخطوة في طريقها للحدوث، أُجبر الرئيس البوليفي إيفو موراليس على الاستقالة من منصبه، بعد أربعة عشر عامًا أمضاها في حكم البلاد، بدءًا من عام 2006، أرسى خلالها نظام الحكم الاشتراكي في البلاد.

جاءت خطوة الاستقالة بعد أيامٍ من إعادة انتخاب موراليس (60 عامًا) رئيسًا للبلاد لولايةٍ رابعة، والتي أعقبها قراره بإعادة الانتخابات، استجابةً لضغوطٍ في دول الأمريكتين، بعد ثبوت حدوث تجاوزات وأعمال تزوير في الانتخابات، التي نافسه فيها الرئيس السابق كارلوس ميسا.

"ناصر الفقراء" موراليس غادر منصبه بصورةٍ قسريةٍ بعد أن أجبره الجيش البوليفي على التنحي عن منصبه، في انقلابٍ عسكريٍ باركته الولايات المتحدة، التي تخلصت من رجلٍ وصفته من قبل بـ"الشيطان"، في وقتٍ كان يقول موراليس إنه يخوض حربًا ضد الإمبريالية الأمريكية ورأسماليتها الجشعة.

وكان الفقراء وعامة الشعب البوليفي يرون في الرئيس الاشتراكي موراليس الرجل القوي، الذي خلصهم من جشع الرأسمالية العالمية ومصالحها.

وكان موراليس يقول "أسوأ عدو للإنسانية هو الرأسمالية.. هي المسؤولة عن الاحتجاجات الشعبية كما يحدث في بلدنا، ثورة ضد النظام، ضد نموذج الليبرالية الجديدة، والتي تعتبر تمثيلًا للرأسمالية المتوحشة.. إذا لم يستوعب العالم هذه الحقيقة، بأن الدول لا تقدم أدنى الخدمات في مجال الصحة والتربية والغذاء، فإن هذا يعني انتهاكًا يوميًا لحقوق الإنسان الأساسية".

رفيقه في فنزويلا

هذا الرجل وحده لم يكن ليخوض حربًا أيدلوجيةً ضد الولايات المتحدة، التي دائمًا ما تسعى لوأد أي أفكار اشتراكية في الأمريكتين، منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي -سابقًا-، ولكن كان لديه حلفاء  من جيرانه، أبرزهم في فنزويلا سواءً الزعيم الراحل هوجو تشافيز أو خلفه الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

هذا الأخير سيكون أكثر المتضررين من رحيل موراليس عن حكم بوليفيا، باعتبار أن سيفقد ضلعًا رئيسيًا كان يتكئ عليه في مواجهة احتجاجاتِ شعبيةٍ واضطراباتٍ لم تهدأ منذ أبريل عام 2017.

ودائمًا ما شكل الثنائي مادورو وموراليس في أمريكا الجنوبية غصةً في حلق الولايات المتحدة، وإلى جانبهما دانييل أورتيجا، رئيس نيكاراجوا، وزعماء كوبا المتلاحقين.

ووجه بيانٌ للبيت الأبيض احتفى برحيل موراليس إنذارًا لمادورو في فنزويلا، حيث قال البيان "إن هذه الأحداث تبعث إشارة قويّة إلى "الأنظمة غير الشرعية" في فنزويلا ونيكاراغوا بأن الديمقراطية وإرادة الشعب سوف تسودان دائمًاً".

ولفت البيان إلى محاولة موراليس تجاوز الدستور البوليفي، الذي نص على عدم جواز تولي الرئيس الرئاسة لأكثر من ولايتين متتاليتين، لكن مع ذلك حصل موراليس على تصريحٍ من المحكمة العليا بالترشح، باعتباره حقًا إنسانيًا له، وذلك رغم خسارة موراليس استفتاءً شعبيًا في فبراير 2016 ضد فتح المدد الرئاسية.

فهل سيكون رحيل موراليس عن الحكم في بوليفيا هي بداية انفراط حبات عقد تحالف الاشتراكيين في الأمريكتين ضد الولايات المتحدة، ويلحق مادورو برفيقه موراليس في ظل الأزمة السياسية المستمرة في فنزويلا؟