خواطر

لمـــاذا توصيـــف..صنـــدوق النقــــد بصندوق النكد على المستوى الشعبى؟

جلال دويدار
جلال دويدار

بحصولنا على الشريحة الاخيرة من قرض صندوق النقد الدولى نكون قد وصلنا إلى نهاية الاتفاق الذى يقضى بحصولنا على كامل قرض الـ١٢مليار دولار. لاجدال ان هذه النهاية تجعل الناس خاصة ابناء الكادحين ومتوسطى الحال يتنفسون الصعداء املا فى الخلاص من تعليمات هذا الصندوق المصحوبة دوما بالمعاناة المعيشية.
لهذا السبب كان دائما هناك خشية من التعامل معه على مدى عقود وعقود. هذا التوجه السائد كان يدعو إلى تجنب هذا التعامل على ضوء ما هو متوقع من وراء عملية تنفيذ خطط الصندوق الإصلاحية من غضب شعبى.
استمر هذا الحال إلى ان وقعت احداث ٢٥ يناير ٢٠١١. زاد من الطين بلة سطو جماعة الارهاب الاخوانى على مقدرات الدولة المصرية بالتعاون مع العملاء والمأجورين بالاضافة إلى القوى الأجنبية المتآمرة. وجاءت ثورة الشعب بالملايين على الحكم الاخوانى حرصًا على صالحه الوطنى وهويته وأصالته وقيمه وتقاليده التى تآمرت الجماعة عليها. كانت محصلة هذه الفترة الغبراء السابقة لهذه الثورة والتى استمرت ٤١ شهرًا.. انهيار الاقتصاد الوطنى إلى درجة الإفلاس.
بعد انتصار إرادة الشعب المصرى يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان لابد من ثورة اخرى لانتشال مصر من هوة الضياع الكامل. كان احد مظاهر الإفلاس النقص الهائل فى العملات الصعبة اللازمة لتوفير الاحتياجات المعيشية. الخروج من هذا المأزق كان يحتاج إلى قرار شجاع وجرئ لبدء مرحلة الاصلاح الاقتصادى.
لم يكن أمامنا سوى اللجوء إلى صندوق النقد سعيا إلى استعادة الثقة الاقتصادية الدولية المفقودة. دفعنا هذا الامر إلى التوقيع على قرض الـ١٢ مليار دولار على أساس الالتزام بمجموعة من الإجراءات والضوابط. ايمانا وإدراكا من جانب الشعب بحتمية الاقدام على هذا التحرك الاصلاحى ساد التفهم والقبول به.
هذا الموقف كان من اهم اركان نجاح هذا البرنامج ونتائجه الغاية فى الاهمية وكذلك انعكاساته الايجابية على أحوالنا الاقتصادية. ماتم من انجازات على طريق هذا الاصلاح كان مثار اشادة من كل المؤسسات الاقتصادية العالمية. كان من نتائج نجاح مصر مع الصندوق ان بدأت نظرة الدول تتغير تجاه التعامل معه. فى ظل تطبيق هذا البرنامج الاصلاحى بتوجهات ونكهة وإرادة مصرية.. تصاعدت أرصدتنا من العملات الصعبة إلى ارقام خيالية. أدى ذلك إلى توافرها لتغطية كل الاحتياجات وزيادة.
على ضوء كل هذا الذى تحقق تناسى الجميع نعت هذا الكيان الاقتصادى الدولى بصندوق النكد. من ناحية اخرى فان صندوق النقد اتخذ من النجاح المبهر لبرنامجنا للإصلاح الاقتصادى كشهادة يقدمها للدول المتعاملة معه على إيجابية وفاعلية تجربة تعاونه.
من هنا ومن واقع التجربة المصرية يمكن القول ان مشكلة الصندوق وسمعته السيئة ليست فى اجراءاته وبرامجه وسياساته. انها فى الحقيقة مرتبطة ومرهونة بعملية أخذ الدول بما يناسبها منها وبالتالى السياسات التى يتم تبنيها والمدعومة بالوعى والرضا الشعبى. فى هذا الشان استحق الشعب المصرى عن جدارة تنصيبه بطلًا للإصلاح الاقتصادى الذى ابهر العالم.