مجرد سؤال

كيف تصبح مليونيرا بحلم بسيط؟

صفاء نوار
صفاء نوار

بفكرة بسيطة صارت هذه المجموعة من الشباب أغنى أغنياء النقل فى مصر، جعلت د.إيهاب عبدالرحمن الرئيس الأكاديمى للجامعة الأمريكية يخصص كلمته عن التجربة خلال حفل إطلاق مبادرة نادى الإعلاميين بالجامعة.. تحدث الرجل عن التجربة بفخر، واعتبرها واحدة من أنجح شركات نقل الركاب، خرجت من فكرة بسيطة لطالب بالجامعة، ومولت نفسها بـ 42 مليون دولار ووفرت 1500 فرصة عمل للشباب.. وفكرة الطالب مصطفى قنديل الذى لم يتخط عمره العشرين عاما أصبحت واحدة من الشركات الكبرى فى مصر، وحصلت على إيرادات تقدر بحوالى بليون جنيه، وتوسعت لتصل إلى أفريقيا كواحدة من 50 شركة خرجت من حاضنة الأعمال الناحجة بالجامعة الأمريكية، واستثمرت الجامعة هذا النجاح لإنشاء مشروع أكبر هو مركز الابتكار لتشجيع الطلاب على اكتشاف قدراتهم ومهاراتهم الخاصة، كما يسمح للشركات الكبرى ورجال الأعمال بالتواجد بشرط مساعدة الطلاب وتدريبهم والثقة فى مهاراتهم.
وهذه اللمحة بالذات هى ما نحتاجها فى جامعاتنا التى صارت فى مسيس الحاجة إلى تنمية المواهب واستثمارها لتغطية نفقات العملية التعليمية، وتحقيق الاندماج بين الجامعات وطلابها وأصحاب الأعمال لخلق جيل لديه الجرأة والمهارة على اقتحام سوق العمل، فلا ينتظر الوظيفة، بل يبدأ عمله الخاص من قاعات المحاضرات، وفى مجال تخصصه، وبمساندة رجال الأعمال وأصحاب المشروعات من ذوى الخبرة وبمتابعة من الجامعة التى تشجع أبناءها وتساندهم فى تجاربهم حتى لو أخطأوا مرة فسينجحون فى الثانية.
ما أحوجنا لتطبيق هذا الفكر فى كل جامعات مصر، خاصة بعد ان أصبح لدينا برامج مميزة فى كل الجامعات الحكومية، وتوسعنا فى إنشاء الجامعات الأجنبية التى أؤيد وجودها وأتمنى لو تضاعف العدد ليستوعب كل خريجى الثانوية العامة، رغم تحفظى على المصروفات الخيالية لكنى أتمنى أن المنافسة وكثرة المعروض سيقللها حتما، بالإضافة إلى التنافس فى جذب المتفوقين عن طريق منح كاملة وجزئية لاتفرق فى العلم بين القادرين وغير القادرين ممن لديهم الطموح والأحلام ويسعون لتحقيقها.
ويارب نرى كل شبابنا مليونيرات من أفكارهم البسيطة الجريئة ويجد رجال الأعمال فرصة للتعبير عن وطنيتهم بخدمة الموهوبين فى بلادنا وتبنى طموحاتهم، ويصبح الطالب النابغ مليونيرا على مقاعد الدرس!