مع احترامى

فتنة البطاطس

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

زميلى الكاتب الصحفى الكبير محمد درويش انتقد فى أحد مقالاته بالأخبار من يكتبون بغير تأهيل ونصحهم بأن يقرأوا قبل أن يكتبوا.
الكتابة رسالة قبل ان تكون حرفة أو مهنة فكلمة واحدة تكتبها من الممكن أن تحيى وكلمة أخرى من الممكن أن تميت وكم من الحروب الكبيرة فى سالف الأزمان ما نشبت إلا بفعل كلمة غير مسئولة تشعل الفتن والاختلافات أو تصرف صغير غير مسئول ومعظم النار من مستصغر الشرر.. ويكون الخطر أكبر وأدهى عندما تصدر هذه الكلمة من رجل ينتمى لرجال الدين وهنا يكون خطرها أكبر وأشمل.
أقول هذا بمناسبة كلام يتداول على الفيس بوك منسوب لرجل دين شهير يستكثر على الناس أكل البطاطس.. نعم البطاطس وهى طعام الشعب بعد الفول ويدعوهم لربط البطون تأسيا بعصر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنا هنا لن أذكر اسم صاحب هذا الكلام ليس ترفعا ولا تقليلا من شأنه ولكن للبعد عن التشهير فقد يكون الرجل ضحية مؤامرة خبيثة للنيل منه، لكن القصد هو التأكيد على مسئولية الكلمة فالكلمة أية كلمة مادامت بداخلك فهى ملك لك وحدك بلا منازع أما وقد خرجت فقد أصبحت خارج ملكيتك فقد تكون رحمة وهداية أو رصاصة فتاكة تقتل وتصيب.
لا أريد الادعاء بأننى مصلح اجتماعى أو واعظ فأنا بشر أخطئ وأصيب بل قد أخطئ أكثر مما أصيب لكن نصيحتى لنفسى ولغيرى خاصة من يمتلكون ناصية الإعلام سواء فى الصحافة أو الفضائيات أن نفكر قبل أن ننطق بكلمة أو نكتبها أكثر من مرة وندرك جيدا تأثيراتها وإمكانية أن تصيب أحدا من عدمه.
وعبثا أحاول مع بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى ان يراعوا الله والوطن فيما يكتبون خاصة ما يتعلق بأمور السلام الاجتماعى أو الأمن القومى ولنعتبرها خطا أحمر لا يجب تجاوزه وألا نضع مثل هذه الأمور الحساسة مثار التحفيل أو تبادل النكات أو التزيد بنشر شائعات ما أنزل الله بها من سلطان تضر أكثر ما تنفع وتفل همم من يقومون ببناء الوطن أو تزرع فتنة أغنياء ومحدودى الدخل ونحن فى بلد عربى مسلم يشهد له بأنه رغم التحديات من أكثر البلدان تطبيقا فعليا لتعاليم الإسلام فرائض ومعاملات.
تمهل وتفكر قبل أن تطلق رصاصتك.. أقصد كلمتك.
مجتمعنا يقدر رجال الدين أيما تقدير وفى ريفنا الوافر مقولة.. ده فضيلة الشيخ قال.. كدليل دامغ على التصديق والتسليم.. وهناك من رجال الدين عندنا الموجودون والراحلون الكثيرون الذين يتحدث الناس عن كراماتهم ومكانتهم أمثال الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمد متولى الشعراوى امام الأمة والشيخ محمد سيد طنطاوى والشيخ على جمعة  واخرون مما لا تتسع المساحة لذكرهم على سبيل الحصر.
من هذا المنطق الاحرى بشيوخ هذه الايام أو مايسمون بالشيوخ المودرن التحلى بمسئولية الكلمة والتصرف أيضا وهو الأهم باعتبار التصرف أو السلوك هو الفعل القابل للتقليد خاصة اذا ما صدر عن رجل دين بغض النظر عن كونه من رجال الأزهر الشريف ولم لا فالعرف السائد ان كل من لبس الجبة والقفطان فهو شيخ بالضرورة حتى لو كان أفاقا.
ماذا يفيد رجل دين يطالع الناس ليل نهار على الفضائيات ويقول قال الله تعالى وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تتداول صورة له بالزى الافرنجى وسط الراقصات والممثلات مع كامل احترامى للفن الذى هو أحد أقوى قوانا الناعمة.
لنتقى الله جميعا فيما نقول وفيما نتصرف لوجه الله تعالى وفى صالح المجتمع.