الخروج عن الصمت

مسرحيات تحاكى الواقع «٢-٢»

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

محمد عبد الواحد

فى الاسبوع الماضى استعرضت ما كتبه الزميل عماد مطاوع فى إحدى مؤلفاته المسرحية التى أهداها لى وهى «أرض الدخان»، وذكرت أنها تحاكى حال الكثير منا عندما يشعر بدنو أجله يبدأ حديث النفس لاستعراض حياته وما حدث فيها وقلت أن البطل وصل بالذاكرة إلى اخر فصل من فصول حياته، أمه تلك المرأة الحزينة التى كان يؤلمه منظرها وهى تجلس أمام البيت تضع يديها على خدها فى انتظار أبيه، فغيابه دائما كان لمتعة أو لذة لدرجة انه ذاع صيته فى تلك العلاقات المحرمة التى كان يقيمها أبوه، ويحكى قمة جرمه فى الخلاص من تلك العشيقة فينتهز فرصة وجودها فى منزله فيشعل النيران فى حظيرة المنزل فيفر على أثر ذلك أحد الثيران هاربا وابوه وراءه لاعادته، ثم يقتحم حجرة الضيفة فيراها وكأنها استعدت للقاء أبيه فيحاول ان يفتك بها وما ان انتهى حاول اخفاء معالم جريمته فاشعل النار فى الغرفة حتى تفحمت وأصبحت كتلة رماد، ثم يمسك تلك اللوحة التى جسدها له المؤلف لمحاكاتها ويصرخ فيها متذكرا تلك الرواية التى اقتبسها ويقول ها هى فصولها قد تحققت واخذ يبعثر كل شىء فى الغرفة متمردا على حاله إلى أن سقط وارتمى على خشبة المسرح وكأنه استسلم للموت وهنا خفتت الاضاءة واعلنت نهاية تلك الأرض التى حولها الإنسان إلى دخان.
أما المسرحيتان الثانية والثالثة التى احتواهما الكتاب فهما من مسرحيات الفصل الواحد رحلة صيد وهى نوع من أنواع العلاقات المتشابكة التى تنتهى بفعل المحرمات تجمع بين ثرى وصديقة له وحارس وزوجته ولكى تتشابك تلك العلاقات يدعى الحارس وزوجته لرحلة الصيد مع الثرى وصديقته وبعد أن يراها وتلمع فى عينيه اى زوجة الحارس يتفق مع الصديقة أن تذهب مع الحارس لتشترى بعض المتعلقات وقبل أن تذهب يشرب الجميع نخب اذابة الفوارق وما ان ينفرد.بزوجة الحارس ويعترف بلذة رحلة الصيد وتعترف الزوجة بأن كلا منهما خرج تلك الرحلة من أجل رهان لتحقيق بعض المكاسب فكلانا خسر الرهان وكلانا كسبناه فى نفس الوقت ثم تأتى مسرحية الحلم التى قسمها إلى لوحات جعل لكل لوحو مشاهدها إلى ان انتهى الحلم واستيقظ أصحابه وأكد كل منهم أن ما حدث لهم كان مطابقا لواقع عايشوه وان كنت ارى ان المؤلف رغم ثلاث مسرحيات إلى أنه أسهب فى ذكر الملذات من شرب ونساء وكأن الحياة تفتقد كل مقوماتها بدون الملذات.