نهار

تاريخ ورسائل

عبلة الروينى
عبلة الروينى

وحدها رسائل نزار قبانى إلى رجاء النقاش، ورسالة صلاح عيسى إلى زوجته أمينة النقاش، هما ما أنقذا كتاب أيمن الحكيم «رسائل لها تاريخ».. من أن يتحول إلى «تاريخ له رسائل» أو «تاريخ بلا رسائل»..!!
يرسم أيمن الحكيم بورتريها لـ ١٣ شخصية أدبية وصحفية مختلفة، فى لحظات تاريخية محددة، من خلال بعض الرسائل القصيرة أو البرقيات، أو الرسائل الرسمية لهم، أو حتى بعض رسائل القراء التى تصل إليهم.. ينشغل أيمن الحكيم فى رسم شخصياته، أكثر بالتاريخى.. بينما الرسائل القليلة جدا، مجرد تكئة لقراءة التاريخ، والبحث فى الشخصية وتفاصيلها ورؤيتها ومواقفها.. يشير فى أحد فصول الكتاب، الى رسالة نجيب محفوظ إلى قاتله فى السجن.. والأمر ليس أكثر من «بطاقة معايدة تحمل توقيع نجيب محفوظ».. لكن أيمن الحكيم يسرد محاولة اغتيال محفوظ!!
فى رسائل نزار قبانى إلى صديقه الناقد رجاء النقاش تطل علاقة نزار بالقاهرة، وعلاقته بالشعر وبالجمهور.. يكتب عن أمسيته الشعرية فى معرض الكتاب بالقاهرة «فبراير ١٩٨٨» ليؤرخ تاريخه الشعرى «بشعر ما قبل أمسية القاهرة» و«شعر ما بعد أمسية القاهرة»!!..
وبينما يصف رجاء النقاش قصائد نزار قبانى «بمنظمة للتحرير الروحى العربى» يصف نزار قبانى رجاء النقاش «بضميرنا النقدى المستقل النظيف»... ويصف الشعر «بفضيحتنا الجميلة»... «ولا خيارات أمام الشعر.. أما أن يكون مع الناس.. وأما أن يكون ضدهم.. ولا قيمة لشعر يقف فى الوسط، وينضم لمجموعة الحياد الإيجابى..»!!
وفى رسالة صلاح عيسى إلى زوجته أمينة النقاش، من داخل سجن مزرعة طرة ١٩٨٠ يكتب صلاح عيسى عن «أعجب حبسة فى تاريخ مصر» والتى ضمت مجموعة من رموز الفكر والسياسة والصحافة.. تكشف الرسالة عن صلابة صلاح عيسى وعقله المنظم وشخصيته التى اختارت أن تعيش من أجل الآخرين.. وفى التحقيق معه «فى كل التحقيقات معه» حدد صلاح عيسى مبدأ عاما، لم يحد عنه أبدا.. لا يجيب على أى أسئلة تتعلق بالعقيدة، ولا بالرأى السياسى، احتفاظا بحقه الدستورى فى أن يعتقد ما يشاء، ويرى ما يريد رؤيته.