عاجل

جنة فى بيت العملاقين.. مقال لـ«محمود أبو حبيب»

محمود حبيب
محمود حبيب

رافقت أعضاء فريق حملة "جنة"؛ التي أطلقها المركز الإعلامي للأزهر الشريف؛ لمناهضة العنف ضد الأطفال - في ندوة بدار أخبار اليوم، بيت العملاقين على ومصطفي أمين، توأما الصحافة المصرية - للحديث عن الأساليب العلمية في تربية الأطفال، وسرد قصص النبى – صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع هذا الكائن الرقيق، وما أن وصلنا إلى هذا الصرح الكبير، ووطأت أقدامنا أولى أعتابه، إلَّا ودارت في الذهن أسئلةٌ كثيرةٌ حول هذا المكان؛ الذي استقر فيه عظماء الصحافة المصرية.


عندما ولجنا جميعًا إلى قاعة الاجتماعات؛ وجدت على جدرانها صورًا لأسماء كنت أسمع عن بعضها، والبعض الآخر تعلمت من كتاباته، وعذرًا لمَنْ لم أعرفه منهم، شردت بالذهن عن الحاضرين، وأبحرت في كلمات استحضرها عقلي الطوَّاف بصورهم، عيناي لا تتوقفان عن التنقل بين الصور، وكيف لها أن تستقر على واحدٍ دون الآخر؟ فهل تُطالع هيكل وهو الأستاذ؟ أم تتأمل عبد القدوس - صاحب روايات الحب الشهيرة؟ أم تُبصر موسى صبري - الكاتب الروائي الكبير؟ أم تُحدق فى أنيس منصور - صاحب الكتابات الفلسفية؟ أو تُشاهد الشناوي - التلميذ النجيب لطه حسين؟ أم تذهب لـ "الحمامصي" - أحد رواد المدرسة الحديثة في الصحافة؟

 

أم ترجع وتُعاود النظر في التوأمين تأدبًا معهما؛ لأنهما أصحاب الدار؟
عذرًا كل العذر لمَنْ لم أذكره من لوحة الشرف، فأنا لا أُريد أن يشرد مني القارئ كما شردت أنا من قبل، فهولاء العظماء كرسوا حياتهم لخدمة صاحبة الجلالة؛ فكانت كتاباتهم بمثابة وثائق تسترشد بها أجيالنا المُقبلة على مهنة البحث عن المتاعب، كما استرشد بها سابقوهم، وقد قادت هذا الجيل إلى أن يكون صاحب فكر وعقل مستنير يُبصر الطريق، ويفسح المجال لكلمات تنفع الناس، ما دفع مجموعة من الصحفيين المميزين في هذه الدار وغيرها من المحطات التي مررنا بها  إلى أن يُساندوا رسالة الأزهر في إرساء قواعد الحفاظ على الأسرة المصرية؛ من خلال حماية أول لبنة من لبناتها.

مهما ظللت أكتب عن هذا المشهد الذي جمع بيتي وموطني؛ "الأزهر الشريف" بعشقي ومعشوقتي" صاحبة الجلالة"، فلن أتوقف عن الكتابة، ولكن ختامًا أقول عذرًا أصدقائي في صحف " الأهرام والدستور وصدى البلد ومصراوى وفيتو، وكل المحطات التي مررنا بها في رحلة البحث عن"جنة"، فلست أنا كاتب هذه الكلمات، بل أرواح هؤلاء الكتاب التى استغلت شرود عقلى الطواف بصورهم، وتلبَّست حروفهم جسدي؛ فخطت يُمناي ما نفَّثته هذه الأقلام فى قلبى.