إنها مصر

مؤتمر الفكر الدينى

كرم جبر
كرم جبر

الدعوة النبيلة التى عظمها الرئيس برغبته فى الحضور، فرصة يجب ألا تضيع، لفتح جراح غائرة وتطهيرها من القيح، وتحديد أطر الفكر الدينى الصحيح، فى قضايا ملتبسة مسكوت عنها. أولها وأخطرها قضية «الأديان والأوطان».
تمرض الأمة بأفكار وفتاوى فحواها أن الأوطان ضد الأديان، وتختزلها فى تفسيرات تجعل الوطن مجرد قطعة ارض مرهونة على ذمة الخلافة الإسلامية.
كشفها أحد مرشدى الجماعة بعبارة لا تُنسى «طظ فى مصر»، و»أيه يعنى لما يحكمها سيرلانكى أو ماليزى مسلم»، وما يحدث فى سيناء هو بيان عملى للأسلحة القذرة التى توظفها الجماعة الارهابية ضد وطنها.
القوات المصرية تكتشف فى كثير من عملياتها البطولية لتطهير سيناء، إرهابيين اجانب من جنسيات ودول أخرى، ربما لا تعلن عنها حماية للأمن القومي، ودعم لوجيستى كبير، لا تقدر عليه جماعات محلية، تأكيدا لتحقير مفهوم الوطن لدى الجماعات الارهابية.
نريد أن نعرف من شيوخنا الأجلاء، موقف الدين من الوطن، دون الوقوع فى شراك تفسيرات جدلية، تريح كل طرف حسب هواه، نريد حوارا يسهم فى انارة العقول وقطع دابر الفكر المتطرف.
فى بعض المدارس كان الاستهداف يبدأ من طابور الصباح، فيعلمون التلاميذ أن يردوا على هتاف «بلادى بلادي» بــ«جهادى جهادى»، ويرفعون أوراقاً سوداء بدلاً من العلم.
  يجب ألا يقف شيوخنا الأجلاء على الحياد بل ان ينحازوا لوطنهم، ويرسخوا هويته فى الخطاب الدينى فى المساجد والمناهج والبرامج، وان يقولوا بوضوح وصراحة، ما رأى الدين فى شيوخ الفتنة المنتشرين فى الدول المعادية للبلاد، وينفثون سمومهم التحريضية، ضد الأبطال المدافعين عن أرض الوطن وسمائه؟.
ما موقفهم -مثلا- من مارق يفتى بوجوب القتال ضد جنود وضباط جيش مصر كما هو القرضاوى؟، ومن هم الرويبضة على وجه التحديد؟ وهل تظل الساحات تحت سيطرة دعاة متطرفين يبثون أحكاما وآراء، هى ستائر دخان لإخفاء مؤامرة اسلمة جرائم الارهاب واراقة الدماء؟
هل من العدل الجمع بين الدعوة والسياسة معاً، فيوظفون الدين فى خدمة السياسة، ويفخخون السياسة بتأويلات دينية، وهل تعنى قاعدة «الإسلام دين الدولة»، أن تقبض الجماعات الدينية على السلطة؟
مفهوم «الاسلام دين ودولة» ان تنضبط قوانين البلاد وفق أسس دينية صحيحة، وليس أن تتولى الجماعة الارهابية السلطة، ودروس التاريخ تقول ان المزج بين الدين والسلطة، كان دائما السبب فى الفتن والاقتتال.
الأوطان ليست لوكاندة للإقامة المؤقتة، حتى يتم ضمها لسماسرة الاتجار بالأديان،ولكنها شعب وروح ودماء وهوية وأرض ونشيد وعلم ووعى وثقافة وانتماء، ونعمة حباها الله للناس ليسعدوا فيها.
جاءوا إلينا ببدع وضلالات، حولت كثيرا من الأوطان إلى احزان، وحكمت بالعذاب والشقاء على الانسانية.
وللحديث بقية