«لأجل النبي».. مصر تحتفل اليوم بذكرى المولد

تعبيرية
تعبيرية

محمد محمود

سيطرت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف على شوارع القاهرة والمحافظات خاصة الأحياء والمناطق الشعبية، التي تحرص على الاحتفال بهذه الذكرى كل عام على طريقتها الخاصة، من خلال صناعة حلوى المولد التي تفوح روائحها الزكية في كل مكان، وإقامة حلقات الذكر والمدح، وتعد مصر من أوائل الدول التي بدأت الاحتفال بهذه الذكرى العطرة قبل نحو ألف عام في عصر الدولة الفاطمية.

منذ ذلك الوقت أصبحت صناعة  وشراء الحلوى للاحتفال بالمولد النبوي جزءًا أساسياً من حياة المصريين، فبمجرد أن تطأ قدماك أي منطقة سواء كانت شعبية أو راقية تجد محلات وشوادر بيع حلوى المولد في كل مكان.. فعلى بعد أمتار قليلة من مسجد السيدة زينب، توافد الكثيرون لشراء حلوى المولد، لشهرة المنطقة باحتوائها على كل ما تشتهى الأنفس فى هذه المناسبة، بأسعار تناسب جميع الطبقات.. وعن هذا الموسم، يؤكد طه الوكيل، صاحب أحد شوادر بيع حلوى المولد، أن الإقبال في تزايد مستمر وربما يزيد عن بعض السنوات السابقة، فالجميع يحرص على الاحتفال بالمولد النبوي وشراء الحلوى،  مشيراً إلى أن الأسعار هذا العام لم تشهد زيادة كبيرة عن المواسم السابقة، نظراً لاستقرار أسعار أغلب الخامات المستخدمة في الصناعة.

ويوضح أن التجار حرصوا على طرح  نحو 600 صنف بأسعار تناسب الجميع، حتى يتمكن الجميع من المشاركة فى الاحتفالات بذكرى المولد النبوي، فأسعار العلب الجاهزة تبدأ من 20 جنيهاً للعلبة، كما يبدأ سعر كيلو الحلوى من 35 جنيهاً، لافتاً إلى أن أسعار عرائس المولد لم تشهد زيادة هذا العام، فالعروسة الحلاوة تتراوح  أسعارها بين 20 و 25 جنيهاً حسب حجمها، وتعتبر هي الاختيار المفضل لأغلب الزبائن، لأنها جزء من تقاليد المصريين للاحتفال بهذا الموسم، بينما تبدأ أسعار العروسة البلاستيك من 35 جنيهاً وتصل إلى 350 جنيهاً.

ويقول أحمد عادل أحد المواطنين إنه اعتاد منذ طفولته على الذهاب إلى منطقة السيدة زينب في مثل هذا الوقت من كل عام للشعور بأجواء الاحتفال بالمولد النبوي، وشراء حلوى المولد، نظراً لتنوع الأصناف المعروضة بالمنطقة وبأسعار مناسبة، بعكس بعض محلات بيع الحلويات في المناطق الأخرى، والذين يغالون في الأسعار بهدف تحقيق المكاسب، دون النظر إلى المواطن البسيط.

ويضيف عادل أنه يأتي لشراء حلوى المولد هذا العام برفقة ابنته صاحبة العشرة أعوام حتى يشاركها فرحة هذه المناسبة العطرة، ولكي تعتاد على الاحتفال بها في المستقبل، مشيراً إلى أنه يحرص كذلك على حضور جلسات الذكر والمدح التى تقام للاحتفال بالمولد النبوي.

التقطت سعاد جمال- ربة منزل أطراف الحديث، وتقول إنه لولا وجود شوادر البيع والمجمعات الاستهلاكية ما استطاع الكثيرون شراء حلوى المولد، فأسعار علب الحلويات بالمحلات الكبرى شهدت زيادة كبيرة هذا العام، رغم أن أسعار الخامات لم ترتفع بهذ الشكل، قائلة « المنافسة بين المحلات مين يغلى الأسعار أكتر عشان يقول إن منتجاته أفضل .. وإقبال بعض الناس عليهم يشجع أصحاب المحلات على زيادة الأسعار كل سنة».

وتطالب بضرورة زيادة الرقابة على محلات بيع الحلوى التي تقوم بعملية التسعير وفقاً لأهوائها، لتحقيق أكبر المكاسب، في ظل أن حلاوة المولد تعد من الأساسيات التي يطلبها الأطفال في هذه المناسبة، وبالتالي لن يستطيع أن يستغنى عنها الكثير من الأسر.

وتضيف أن ارتفاع أسعار المحلات دفعني هذا العام إلى الشراء من المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين، خاصة أن الأسعار بها أقل كثيراً عن السوق، وجودة منتجاتها عالية، لافتة إلى أنها قامت بشراء علبة 2 كيلو مشكلة من أكثر من 10 أصناف بسعر 80 جنيهاً فقط.