العروسة والحصان.. حلاوة زمان تكسب

العروسة والحصان
العروسة والحصان

محمد محمود

منذ سنوات طويلة ويحرص صناع حلوى المولد على صناعة العروسة والحصان الحلاوة، وحرصوا على استمرار هذا التقليد القديم رغم ظهور العرائس البلاستيك التى انتشرت فى أغلب المحلات، ولكن تبقى العروسة الحلاوة والحصان هما سمة اساسية من سمات الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، ويتمسك بها الكثيرون نظراً لارتباطهما التاريخى بهم.

«أخبار اليوم» قامت بجولة داخل أحد مصانع عرائس المولد بشارع باب البحر لمعرفة كواليس هذه الصناعة.

بمجرد أن تدخل شارع باب البحر تجد عشرات مصانع الحلوى والعرائس والأحصنة المصنوعة من السكر، والتى يتم تزيينها بالألوان اللامعة والأوراق الملونة والزينة، ويحرص الكثير من الأهالى منذ سنوات طويلة على شرائها لأطفالهم لإدخال الفرحة على قلوبهم، ومشاركتهم الاحتفالات، وتقول سناء عبد اللطيف إحدى السيدات التى تعمل فى صناعة وزخرفة عرائس المولد، إن هذه الصناعة ليست عملها الأساسي، ولكنها توارثت هذه الهواية عن والدتها وجدتها، وتحرص كل عام على الذهاب إلى مصانع الحلوى للمشاركة فى تزيين وصناعة الحلوى والعرائس، للمشاركة فى إحياء هذه الذكرى الهامة وإسعاد الأطفال.

وتشير إلى أن التجهيز لموسم المولد النبوى يبدأ قبل الاحتفالات بنحو 4 أشهر، كما أنهم لا يكتفون بصناعة العرائس والأحصنة فقط، بل يقومون بصناعة المساجد والسفن أيضاً، وكل هذا يتم صناعته من السكر، من خلال إذابة كميات كبيرة من السكر ثم تفريغها داخل قوالب تحمل أشكالاً مصنوعة وأخشاب الأشجار، لافتة إلى أنه رغم ظهور المنتجات المصنوعة من البلاستيك إلا أن العروسة الحلاوة على حد قولها لا تزال هى الاختيار الأول للشريحة الأكبر من الجمهور.

أما عن مراحل تصنيع العروسة الحلاوة، فتوضح عبد اللطيف أن المرحلة الأولى هى مرحلة عمل القوالب الخشبية وتتم فى ورش صغيرة وتصنع حسب الأوزان التى نطلبها ويتم تصنيع الأخشاب على شكل يمثل النصف الأمامى للعروسة والجانب الآخر للنصف الخلفي، ثم يتم صب السكر بعد غليه إلى مرحلة الانصهار داخل القوالب، ثم تأتى مرحلة ربط القوالب ونقعها بالماء حيث يتم ربط القوالب ببعضها بخيط من الكتان وتغمر فى الماء حتى يتخلل جميع مسامها الخشبية ولا يلتصق بها السكر المعقود، وحتى تكون درجة حرارته منخفضة فيساعد على سرعة تجمد السكر، وبعد عملية النقع تنقل القوالب على لوح من الزنج وترص وطرفها المفرغ إلى أعلى .

وتتابع: "ثم نأتى الى مرحلة عقد السكر فيتم وضع مقدار معين من السكر مع مقدار مناسب من الماء فى إناء نحاسى كبير على الموقد ثم يتم إضافة قطعة من الخميرة مناسبة ويضاف اليها ملح الليمون أو عرق الحلاوة وتضرب جيدا حتى يصبح لونها أبيض ويستخدم فى التقليب بملعقة كبيرة خشبية حتى يصير السكر معقودا."

وعن العروسة المصنوعة من السكر الأحمر تقول إنها تكون بحجم صغير جداً ومنها الألوان الأحمر والأخضر الفوسفوري، وهى ألوان صحية توضع داخل علب الحلويات مع حلاوة المولد النبوى الشريف ويراعى بعد تصنيعها وضعها فى أكياس بطريقة كبس الهواء المفرغ حتى لا تلتصق الوانها بباقى محتويات العلبة، أما عن مرحلة تزيين العروسة، يوجد ترزى العروسة يحمل فى يده المقص الكبير وأوراق الكروشيه ليصمم فستانها مثل الترزى الحريمى المتمكن.

وتوضح عبداللطيف أن العروسة نوعان هما البلدى والأفرنجي، فالعروسة البلدى يتم تزيينها بالمراوح فقط وتكون إما من الكروشيه أو أوراق الزينة المفضضة، أما العروسة الأفرنجى فهى تلبس فستاناً من الكروشيه وتتطلب ثلاثة أثواب من الكروشيه الملونة وتدبس بالدبابيس ثم نلف عليها السلك وغالبا لا يظهر فى شكلها النهائي.

وعن الوقت الذى تستغرقه هذه الصناعة، تقول إن ذلك يتحدد حسب عدد الصنايعية وعدد ساعات عملهم ، فمن الممكن أن يتم صناعة 100 عروسة فى 3 أيام فقط، ويتراوح سعر العروسة بين 20 و 30 جنيهاً حسب حجمها والخامات المستخدمة فى صناعتها.