الفاطميون أول من احتفلوا بالمولد النبوي.. والأيوبيون اختلفوا في التوقيت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتفل الأمة الإسلامية بالمولد النبوي، الذي يصادف الـ12 من ربيع الأول في كل عام هجري جديد ويقوم المسلمون بالاحتفال في هذا اليوم من كل عام تقديراً وتعظيماً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ويتم في هذه الاحتفالات؛ إلقاء الخطب الدينية التي تعبر عن قيمة الدين الإسلامي في نشر الفضيلة بين شعوب العالم، وكيف استطاع نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بصبره وتحمله دعوة شعوب الجزيرة العربية التي كانت تعبد الأصنام إلى عبادة إله واحد.

واختلفت الروايات عن بداية الاهتمام بيوم مولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والاحتفال به.


حاكم أربيل

أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو "حاكم أربيل" في شمال العراق الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين، والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم، وقد ذكر ذلك الإمام السيوطي الذي شهد به وبأخلاقه الحميدة.

 

الدولة الفاطمية

تشير بعض الكتب التاريخية، أن الفاطميين هم أوّل من احتفلوا بذكرى المولد النبوي الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من مواسمها.


وفي سنة 488 هـ، مر الخليفة المستعلي بالله بإلغاء الاحتفال الكبير للمولد النبوي وأن يقتصر الاحتفال على صناعة الحلوى وتوزيعها وإخراج الصدقات وتوجه جميع المسلمين لجامع الأزهر.

 

الدولة الأيوبية

كانت الاحتفالات بالمولد النبوي في العهد الأيوبي بشكل منتظم في عهد السلطان صلاح الدين، إذ كان يحتفل سنويا، وكان يصرف في الاحتفال الأموال الكثيرة، حتى بلغت 300 ألف دينار، وذلك كل سنة.

وكان يتم الاحتفال بالمولد سنة في 8 ربيع الأول، وسنة أخرى في 12 ربيع الأول أي بالتناوب، لسبب الاختلاف عندهم بتحديد يوم مولد النبي محمد، فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها، فإذا كانت صبيحة يوم المولد يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار، بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة عامرة بالطعام.


الدولة العثمانية

اعتنى جميع الحكام العثمانيين بيوم المولد النبوي، حيث كانوا يُقيمون الاحتفالات الكبيرة في المناطق المختلفة، فكان السلطان عبد الحميد الثاني يحضر إلى باب الجامع مع عُظماء وكبار الدولة ويلبسون اللباس التشريفي في ليلة 12 ربيع الأول من كل عام، بجميع الأعياد والمناسبات المعروفة عند المسلمين، ومنها يوم المولد النبوي، إذ كانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان.

فلما تولى السلطان عبدالحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي ، فقد كان الاحتفال بالمولد في ليلة 12 ربيع الأول يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان، فإذا جاء السلطان، خرج من قصره راكباً جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثماني وخلفهما جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويحتفلون، فيبدؤون بقراءة القرآن، ثم بقراءة قصة مولد النبي محمد، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي وفي صباح يوم 12 ربيع الأول، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.