فضفضة

أيمن نور يسرق مصطفى أمين حيًا وميتًا

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

شهود هذه الوقائع أحياء يرزقون.
أواخر ثمانينات القرن الماضى وفى بدايات عملى الصحفى تشرفت أنا ومجموعة ممن تبوأوا الآن قمة الهرم الصحفى، بالعمل بجوار معلم الأجيال ومؤسس أخبار اليوم مصطفى أمين، وكان من كرمه يجتمع بنا مرة أو مرتين أسبوعيا، وفى يوم عرض علينا قضية، وطلب، كعادته رحمه الله، رأينا فيها.. قال لنا إن أحد الصحفيين الشباب فى الوفد ويدعى محمد الشربينى طلب مقابلته لأمر مهم، ليعرض عليه قائمة طويلة بمقالات مسروقة من مصطفى أمين، وأن الذى يسرق المقالات هو صحفى شاب اسمه أيمن نور فى الوفد، ويسرقها باحتراف حيث يقوم بسرقة 85 % من المقال، ويضيف الباقى من عنده، واتفق رأينا جميعا على أن أيمن نور لص غير شريف، وطلبنا من "مصطفى بيه" كما كنا نناديه أن يرفع السماعة ويبلغ الراحل مصطفى شردى رئيس التحرير لكى يرفته، ولكنه طالبنا بأن نكون رحماء مع هذا اللص، وكانت تلك من المرات القليلة التى اختلف فيها كل أعضاء قسم لست وحدك -  اسم الفريق الصحفى -  مع مصطفى بيه.. ولكن هل اتعظ أيمن نور بعد أن أصبحت فضيحته على كل لسان، وبعد أن قام الشربينى بتوزيع صورة من مقالات أيمن نور، مرفقة بمقالات مصطفى أمين التى سرق منها؟ بالطبع لا لأنه "يموت الزمار وصباعه بيلعب" وخلال أيام لفق نور بمعرفة مصور صحفى على قيد الحياة تحقيقات "مصورة" عن تعذيب داخل السجون المصرية، باستخدام قلم روج! وانتقل أيمن نور من حيز ضيق إلى عالم أكثر رحابة، من الأفعال المريبة، وفجأة أصبح مليونيرا، ودخل انتخابات مجلس الشعب، وبسبب إحدى مغامراته النسائية، تعرض لإطلاق نار من قبل شاب كان ينافسه على فتاة، كان ذلك قبيل الانتخابات بأيام فحولها بقدرة قادر وباحترافية إلى أنه مستهدف وأن "الأمن" لا يريد لهذا المعارض الشريف أن يدخل البرلمان، ونجح بحيلته فى اقتحام البرلمان، وبسبب توازنات اللعبة السياسية استخدمه نظام مبارك كمعارض تحت السيطرة، ولكن من يربى ثعبانا لابد له من يوم أن يلدغه بمجرد أن يشعر بالدفء.. بقية قصة أيمن نور تعرفونها.. أما مناسبة ذكر هذا "العمل غير الصالح" هو أنه أعلن مؤخرا فى قناته العميلة الممولة من تركيا لهدم مصر عن مسابقة باسم مصطفى أمين.. إنها الوقاحة والبجاحة، لقد سرق أيمن نور، مصطفى أمين حيًا وميتًا.. رحم الله أستاذنا وغفر له تعامله بكرم مع أيمن، يمكن لو كان سمع نصيحتنا ما كان لهذا اللص أن يستمر فى سرقاته إلى يومنا هذا على الهواء.