وصلة كلام

أمطارهم وأمطارنا

نبيل التفاهنى
نبيل التفاهنى

أثارت موجة الأمطار الأخيرة حالة من الرعب بين الناس لأنها كانت من الموجات العنيفة وخلفت وراءها خسائر كبيرة وقد عشت بداية هذه الموجة فى مصر ثم تابعتها وأنا فى حالة قلق كبير على بلدى وأهلها أثناء رحلة عمل إلى جزيرة سيشل والتى يتميز مناخها بالمطار طوال العام وبشكل يومى تهطل الأمطار ساعة أو ساعتين بغزارة وبعد المطر لا تجد أثرا فى الشوارع لهذه الأمطار أو تراكمات لها فى جوانب الطرق أو مناطق غارقة وببساطة شديدة وجدت فى كل الشوارع والميادين وفوق أسطح المبانى مثلها فى ذلك مثل دول أوروبا مجارى أسمنتية على جوانب الطرق وأطراف أسطح المبانى عبارة عن شكل نصف دائرى أجوف لا يزيد قطرها عن ٢٥ سنتيمترا وطبعا ميول عمليات الرصف منشأة بشكل سليم لدفع المياه على الأطراف ودون تراكم وسط الشوارع وتندفع المياه عبر القنوات الأسمنتية إلى خطوط الصرف بكل سهولة ولا يبقى منها شيء وواضح أن بناء هذه القنوات غير مكلف ولكنها فعالة بدرجة كبيرة جدا ولكن وللأمانة هم أناس لا يلقون الأوراق أو المخلفات فى الشوارع وبذلك تحتفظ هذه المجارى بفاعليتها لتصريف المياه دون أن تتعرض للسدد وقارنت بين هذه المشاهد وبين ما يحدث عندنا فى مصر ونحن بلد ليس من البلاد كثيفة الأمطار ولكننا ومنذ عقود طويلة نغرق فى شبر مية ورغم أن هيئة الأرصاد عندنا وصلت لمرحلة قدرتها على التحذير من هذه الموجات المطيرة أو السيول قبل وقوعها بفترة كافية ولكننا لم نستوعب الدرس المتكرر سنويا وكيفية التعامل معه ونجد من يخرج علينا ويقول إن تنفيذ شبكة لصرف مياه الأمطار تتكلف أكثر من مليار جنيه ولكن المسئول لم يقل لنا لماذا لا ننفذ على الأقل عمليات رصف الطرق بالمواصفات العالمية وبالميول الصحيحة لصرف المياه على الأجناب؟ ولماذا عجزت وتعجز المحليات عن تجهيز شبكات الصرف للتعامل مع الكميات الغزيرة؟ ولماذا لا يتم تدعيم المحافظات المعرضة سنويا للأمطار والسيول بمعدات إضافية لسحب وشفط المياه وأظن أن ذلك أمر سهل على الحكومة بدلا من الخسائر الباهظة التى نتعرض لها فى الأرواح والممتلكات والغريب أن لدينا نماذج ناجحة نفذتها الدولة لعلاج مشاكل كانت مزمنة ومتكررة وأبرزها مشكلة انقطاع التيار الكهربائى وتحولت المشكلة إلى نعمة نشعر بها جميعا وبنفس الأسلوب يمكن أن نضع الحلول الناجزة التى تجنبنا خسائر الأمطار.