اعتماد دولي لوحدات الإنقاذ المتخصصة في السكتة الدماغية بجامعة عين شمس

 شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية للأعصاب
شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية للأعصاب

 

أعلنت شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية للأعصاب، اعتماد وحدتي السكتة الدماغية في جامعة عين شمس، لأول مرة في مصر وأفريقيا من قبل LGA الألمانية؛ لمكافحة السبب الثاني للوفاة بين المصريين.

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقدت شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية للأعصاب، اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر، بالتعاون مع إحدى شركات الأدوية، على هامش المؤتمر الثاني للسكتة الدماغية للجمعية المصرية للأعصاب الذي تستضيفه القاهرة في الفترة ما بين 6 و 8 نوفمبر الجاري بحضور أكثر من 350 من الخبراء والأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في مصر.

 

وأكد الحضور من الخبراء المتخصصين أن مصر تشهد إصابة حالتين كل ساعة ويتعرض منهم 70 ألف للوفاة سنويا، كما تترك عدد كبير من الحالات بإعاقة دائمة، مما يتطلب رفع الوعي بأعراض الإصابة بالسكتة الدماغية وسرعة نقل المصاب للعلاج قبل الساعة الأولى "الساعة الذهبية"، نظرا لأن كل دقيقة تمضي دون علاج تتسبب في فقدان الدماغ ما يقرب من 1.9 مليون خلية لا يمكن تعويضها مما يرفع نسب الأصابة بفقدان النطق، أو الحركة.

 

وركّز الخبراء الطبيون على الخطر الذي تمثله الزيادة المستمرة في ظهور حالات المرض بمصر والمنطقة، كما أكّدوا على الحاجة الملحة لتطوير أساليب أكثر كفاءة ودقة لقياس مدى خطورة السكتة الدماغية، حيث شددوا على أهمية زيادة الوعي بين الجمهور العام بعوامل الخطر وأعراض المرض وذلك لمساعدتهم على فهم الأثر السلبي الذي تتركه السكتة الدماغية على نوعية حياتهم.

 

يذكر أن الإصابة بالسكتة الدماغية تعتبر إحدى أكثر الحالات الطبية الطارئة تدميراً التي قد تصيب الإنسان طوال حياته، وتشير الأرقام إلى أنه في كل عام يصاب 210 من كل 100,000 شخص في مصر بالسكتة الدماغية، ويمكن للسكتة الدماغية أن تصيب الأفراد بكافة الأعمار وتترك آثاراً على كل من المريض وعائلته وأصدقائه وزملاءه وكافة المحيطين به.

 

ويتنامى تأثير السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ مما يعد مشكلة صحية عامة، مع توقعات بتضاعف عدد الوفيات الناجمة عنها بحلول العام 2030.

 

وأوضح أستاذ المخ والأعصاب جامعة عين شمس ورئيس اللجنة القومية للسكتة الدماغية د.مجد زكريا، إن أعراض السكتة الدماغية تشكل الخطوة الأولى للوقوف على كيفية الإصابة من عدمه، والبدء في تقديم المساعدة الطبية بأسرع وقت ممكن للمصاب، وتشمل الأعراض الشعور بالخدر المفاجئ والضعف في الوجه وإحدى الذراعين أو القدمين على جانب واحد من الجسم، إضافة إلى اضطراب الكلام ومشاكل في النظر وفقدان التوازن ووجع الرأس الحاد.

 

وأضاف د. هاني عارف، أن هناك حاجة ماسة لرفع الوعي بالسكتة الدماغية بين الأوساط في المجتمع، لأن ذلك من شانه أن يزيد من فرص النجاة بين المصابين، ويعتبر عامل الوقت الأكثر حساسية في هذا الشأن فكلما كان التدخل أسرع كلما أمكن تجنيب المرضى الإصابة بالعجز أو الوفاة؛ لذا يجب أن يتم التدخل لتلقي العلاج خلال أقل من ساعة وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً بالساعة الذهبية من وقت الشعور بالأعراض المعروفة للسكتة الدماغية.

 

ومن جانبه، أكد أستاذ المخ والأعصاب بقصر العيني ومدير مستشفى المنيل الجامعي د.حسام صلاح، أن السرعة في تقديم العلاج لمرضى السكتة الدماغية والتي تعزى لوحدات السكتة الدماغية من شأنها أن تخفض مستويات الخطورة، وفترة الإقامة في المستشفى، وهو ما يدعو إلى ضرورة تطبيق البروتوكولات الصحيحة في المستشفيات لما لها من أهمية كبيرة في إدارة وعلاج السكتة الدماغية، ويسهم ذلك في الحفاظ على حياة الأفراد، لافتا إلى أن اليوم هناك حاجة ماسة لنشر المزيد من الوعي حول ضرورة العمل الفوري لخفض معدلات العجز والوفيات والمشاركة في الجهود الرامية للتوعية بأهمية العلاج من السكتة الدماغية وتغيير نمط الحياة، إلى جانب إدراج إنشاء وحدات السكتات الدماغية وعلاج المرضى ضمن أولوية الدولة في كافة المنظومات الصحية وبخاصة مشروع التأمين الصحي الشامل الجديد.

 

جدير بالذكر، أن الشركة الراعية للمؤتمر تسعى في إطار مبادرة "الملائكة" وبالشراكة مع العديد من المستشفيات في مصر لإنشاء ما لا يقل عن 500 وحدة متخصصة للسكتة الدماغية بهدف تحسين رعاية السكتة الدماغية ورفع معايير وإجراءات العلاج وتبادل المعرفة بين المستشفيات وفق المعايير الأوروبية "ESO" والمنظمة العالمية للسكتة الدماغية "WSO”.

 

وفي هذا السياق، قال المدير العام للشركة في مصر والشام والعراق وشمال شرق أفريقيا ياسر فرغلي، أنه رغم خطر السكتة الدماغية وكونها تعد من أبرز أسباب الوفاة والعجز في المنطقة، إلا أن الكثير من المرضى لا يحصلون على الرعاية الصحية المتخصصة الأمر الذي يلقي بالكثير من الأعباء على نظام الرعاية الصحية سواءً في مصر أو عبر المنطقة نظراً للعجز الذي قد تلحقه السكتة الدماغية بالمصابين، مشيرا الى فخر الشركة بكونها من أوائل الشركات الدوائية التي أطلقت مبادرة إنشاء الوحدات المتخصصة في رعاية السكتة الدماغية، من منطلق الشعور بالمسؤولية المجتمعية بالمنطقة التي تعمل بها، مؤكدا على جاهزية الشركة للعمل مع كافة المستشفيات في مصر ومساعدتها على إنشاء مثل هذه الوحدات وتوفير التدريب اللازم لذلك".