ضى القلم

أوقفـــوا الفوضـــى

خالد النجار
خالد النجار

وكأن الفوضى صارت سمة وطبعا يتلذذ به الناس، هيبة الشارع واحترام العامة انعدمت وتلاشت الأخلاق ولم يعد للانضباط وجود..
واضح أننا نعشق الفوضى والخروج عن المألوف فتحولت شوارعنا لساحات معارك بين السيارات والمواطنين،احتل الباعة الأرصفة وتناثرت القاذورات وتخلينا عن النظافة فى شوارعنا ..تحولت لسوق وضجيج وألفاظ خارجة، بلطجة سائقى الميكروباص أصابت أصحاب السيارات الخاصة بالعدوى، اعتدنا إلقاء القمامة من نوافذ السيارات.. انتشرت أكوام الزبالة رغم أن على بعد خطوات منها صناديقها الفارغة، حتى المبانى تحولت لنشاز، كل واحد على مزاجه، فوضى معمارية، ومبان شاذة ومقززة.
مئات الاتصالات والرسائل تؤيد عودة الالتزام والانضباط لكننا لوبدأنا بأنفسنا والتزمنا وراعينا الله فى تربية أولادنا وحفاظهم على السلوك القويم فى الالتزام لاختفت الفوضى وتلاشت مشاكل عديدة..لاترتكنوا فى كل شىء للدولة وأطلقوا المبادرات الإيجابية ليعم السلوك الطيب وتستقيم الأمور..
مبادرات لنشر التعامل الجيد بين الجميع فى المدارس والمصالح ليرتقى السلوك ونضبط شوارعنا.. توقفوا عن السير عكس الاتجاه الذى سيطر على شوارعنا ويبدو أنه لم يقتصر على السير فى الشوارع بل طال كل سلوكياتنا..الغريب أن من يقدم لك النصيحة والموعظة هو أول المخالفين.
عودة الأخلاق تبدأ بالالتزام فى الشارع وعدم التعرض للآخرين وإيذاؤهم، والتزام السائقين بقواعد المرور وتطبيق القانون على الجميع.. عودة الانضباط للشارع تهذب السلوك وتحجم الفوضى.
نتغنى بانضباط الدول الغربية والعربية أيضا والصغيرة منها ونكون أول الملتزمين والمنضبطين فيها لكننا نتمادى فى الانحلال والفوضى والخروج عن المألوف فى بلدنا.
غياب المرور سيضاعف حجم البلاوى والحوادث التى تزايدت بسبب رعونة شباب يعشقون الإهمال.. مصيبة التليفون المحمول تسبب كوارث كل لحظة وتحصد مسالمين لا حول لهم ولا قوة، تفنن البعض وخاصة الحريم فى تصفح صفحات مواقع التواصل الاجتماعى أثناء القيادة ليحدث الاصطدام بسيارات لا ناقة لأصحابها ولا جمل، عادات سخيفة نكتسبها لنوظف التكنولوجيا دوما فى الخطأ، كارثة استخدام المحمول أثناء القيادة زادت عن الحد وتحتاج لضبط وصرامة لتختفى معها حوادث كثيرة.
فوضى فى الأسواق وفى التعاملات وانعدام ضمير وفهلوة وانحلال وانتشار للمقاهى فى عرض الطريق والأرصفة خلاف الباعة الذين حرموا المارة من السير.
اكتفينا بالتنظير وتقديم النصح وتركنا أنفسنا فطفح الحيل وزادت التصرفات المرفوضة وتبدلت سلوكياتنا وجلسنا نتندر على الأخلاق التى ضاعت.
جميل أن نحيى القيم والمبادئ وتهذيب الشباب فالمناظر ساءت فى طريقة الكلام واللبس وقصات الشعر..صعب أن تفرق بين الفتيات والشباب فى شوارعنا ومقاهينا التى انتشرت فى كل بقعة.
أعيدوا الأخلاق وتربية النشء ليتوقف الانحلال وتستعيد الأسرة هدوءها ويعم الخير بتمسكنا بالقيم والمبادىء وتربية النشء على تعاليم الدين.
أوقفوا الفوضى فى التعامل لتروا انعكاسها الإيجابى عليكم أولا ولن تندموا.
لا أدعى أننى الناصح الأمين أو الواعظ فكلنا مسئول وعلينا أن نبدأ بأنفسنا ليعم الوئام.
أوقفوا الفوضى لترتقى شوارعنا ويتوقف القبح ويسود الهدوء.
أعيدوا للشوارع هدوءها وللبيوت وقارها فبالأخلاق ينضبط السلوك وينضبط الأداء فى كل شىء ويعود الهدوء.