«الدواعش الأوروبيون».. ورقة تهديد جديدة من تركيا إلى أوروبا

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

بنبرةٍ عاليةٍ وبعباراتٍ تفوح من كلماتها رسائل التهديد، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن تركيا قد تعييد سجناء تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية «داعش» إلى بلدانهم الأصل في أوروبا.

وزير الداخلية التركية تحدث عن إمكانية استعادة الدول الأوروبية رعاياها من «مسجوني تنظيم داعش»، الذين أوقفتهم القوات التركية الشهر الماضي في شمال سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا.

وأقامت تركيا مراكز احتجاز في الشمال السوري لمقاتلي داعش، الذين أسرتهم خلال هجومها العسكري في الأراضي السورية خلال شهر أكتوبر الماضي.

ويأتي التهديد التركي لأوروبا في وقتٍ تحجم عددٌ من الدول الأوروبية عن تسلم رعاياها من عناصر تنظيم داعش، وتفضل أن يتم محاكمتهم في العراق أو سوريا على أن يعود الدواعش الأوروبيون إلى بلدانهم ويتم محاكمتهم هناك.

تهديد سابق

تكرر تركيا تهديداتها للدول الأوروبية في الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقتٍ سابقٍ من شهر أكتوبر المنقضي، البلدان الأوروبية بفتح الحدود أمام المهاجرين، وذلك في أعقاب الانتقاد الواسع التي لاقته العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا، والتي بدأت في التاسع من الشهر الفائت.

وقال أردوغان حينها «أيها الاتحاد الأوروبي، تذكروا: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3,6 مليون مهاجر».

ورقم المهاجرين الذي أشار إليه أردوغان في كلمته وقتها هو عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في إشارةٍ منه إلى إمكانية إفساح الطريق أمام هؤلاء بعبور الحدود التركية والولوج داخل بلدان الاتحاد الأوروبي.

وتعتبر أزمة المهاجرين هاجسًا كبيرًا لعددٍ من الدول الأوروبية، خاصةً تلك التي يحكمها اليمين والقوميون، الرافضون بشدة لتواجد المهاجرين على أراضيها، وعلى رأسهم إيطاليا.

وتمثل تركيا حائط صد نوعًا ما لتدفق المهاجرين إلى داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصةً فيما يتعلق باللاجئين السوريين، الذين لاذوا بالفرار من الصراع الدائر في الأراضي السورية منذ عام 2011، والذي أفضى إلى حرب أهليةٍ شردت مئات الآلاف من السوريين على مدار نحو ثماني سنوات.