«البيرونية» في الأرجنتين.. هل تقود البلاد للصدام مع أمريكا؟

الرئيس الأرجنتيني المنتخب
الرئيس الأرجنتيني المنتخب

سطر اليسار في الأرجنتين انتصارًا تاريخيًا في انتخابات الرئاسة بالبلاد، وذلك بعدما تمكن المرشح اليساري ألبرتو فيرنانديز من إلحاق الهزيمة بالرئيس المنتهية ولايته ماورويسيو ماكري، المنتمي لمعسكر الليبراليين في البلاد، في الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي 27 أكتوبر.

 

وبهذا عاد الاشتراكيون إلى صدارة المشهد من جديد في بلاد الفضة، الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، في منطقةٍ تعادي فيها الولايات المتحدة المنهج الاشتراكي، والذي تسعى لوأده منذ حقبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي سابقًا.

 

وتتبادل الولايات المتحدة العداء مع كلٍ من فنزويلا وبوليفيا وكوبا ونيكاراجوا في الأمريكتين، ولا تخفي واشنطن رغبتها في إزاحة أنظمة الحكم الاشتراكية من هذه البلدان، خاصةً في فنزويلا، حيث يحكم الرئيس نيكولاس مادورو، خليفة هوجو تشافيز، الزعيم الذي خاض حربًا ضد ما كان يسميه الإمبريالية الأمريكية.

 

والرئيس الأرجنتيني المنتخب كان رئيسًا للوزراء إبان حقبة الرئيس الأرجنتيني الأسبق كريستينا كيرشنر، والذي كان يتمتع بعلاقاتٍ جيدةٍ للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يجعل فوز ألبرتو فيرنانديز مرحبًا به في روسيا، خلاف الوضع في الولايات المتحدة، حتى ولو لم يتم إعلان ذلك. 

 

البيرونية في الأرجنتين

ويعتبر الرئيس المنتخب حديثًا امتدادًا لمعسكر البيرونيين في البلاد، وهم مجموعة ينبذون سياسة الليبرالية الجديدة، وينتمون للمعسكر اليساري.

والبيرونية هي أيديولوجيا أرجنتينية يسارية مرتبطة بسياسة الرئيس الأسبق خوان بيرون، الذي حكم الأرجنتين لنحو عشر سنوات بين حقبتين رئاسيتين، وأسس لنظام حكمٍ يواجه الليبرالية الرأسمالية.

 

وترأس خوان بيرون الأرجنتين بين عامي 1946 و1955، وأطاح به انقلابٌ عسكريٌ في يونيو عام 1955، قام به الأسطول البحري بقيادة الجنرال إدواردو ليوناردي، إثر ثورةٍ خرجت ضد تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد.

 

وهرب حينها بيرون إلى باراجواي، ومنها إلى إسبانيا، التي جعلها منفاه الاختياري، ومكث فيها ثمانية عشر عامًا حتى عاد ليترشح مجددًا للرئاسة عام 1973، ويفوز ويبقى في منصبه عامًا واحدًا، وذلك بعد أن وافته المنية عام 1974.

 

والبيرونيون الذي يتبعون منهاج خوان بيرون، يتبنون سياساتٍ تتبع أيدلوجية يسارية ترفض الليبرالية الجديدة، وتعتبر بديلة لها، وهو ما قد يفتح باب صدامٍ خفيٍ مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة، مع رحيل ماورويسيو ماكري عن الحكم، وإمساك اليساري ألبرتو فيرنانديز بزمام الأمور.