عمرو درويش يكتب: السفاح 

عمرو درويش
عمرو درويش

لم يترك جريمة إلا واقترفها، ولا مسلكاً للشيطان إلا وسلكه. أعيته نفسه المريضة فصورت له الزعامة، وفخًمه المرتزقة من خلفه حتى أوهموه بأنه الخليفة المنتظر. منذ أكثر من 25 عاماَ زٌرعت بذرة الشر في أقطاب تركيا حتى أنبتت نبتاَ شيطانياَ، نثر رائحة الموت والدمار في كل من حوله.

لقد دأب السفاح رجب طيب أردوغان على تثبيت أركان حكمه الديكتاتوري وبسط نفوذه على كافة أرجاء وطنه، والتنكيل بمعارضيه، وانتهاك حريات قومه، وانتكاس ديمقراطي جعل تركيا تخسر أصدقائها وحلفائها، وتكتسب عداوة جيرانها، فلم يتبقى لها غير أبناء العار من الخونة والمرتزقة والمتطرفين.

ولم تقتصر جرائمه على ما اقترفه نظامه وميليشياته من جرائم فساد وقمع، بل امتدت لدعم الحركات والتنظيمات الإرهابية لتدمير دول المنطقة والتدخل في شئونها وتشريد شعوبها، وتجاوزت لحد التطاول على قيادات ورؤساء الدول المناهضة لأفكاره المتطرفه واسلوبه العدائي الذي أدى لتعريض أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط للخطر.

إن ما يفعله هذا الديكتاتور في سوريا الشقيقة يثبت يوماً تلو الأخر أنه يعشق دماء الأبرياء، حيث يستخدم ألته العسكرية لقتل وتشريد المدنيين فى شمال سوريا، فلم يكتف بالعملية التى شنها فى يوليو2018 ضد مدينة عفرين السورية والتى أطلق عليها غصن الزيتون، ليبدأ عملية جديدة أطلق عليها في الشمال السوري نبع السلام !. يالا سخرية القدر، سفاح البراءة يتخفى خلف ستار السلام في ظل تجاهل واضح من القوى العالمية والمنظمات الدولية التي أكتفت بشجب وتنديد ما يفعله في سوريا الشقيقة التي أعيتها حربها على الارهاب المدعوم من هذا السفاح وتابعه أمير الدويلة الصغيرة، سيئة الذكر، الخانع لحكم الأرهاب، وكيس أموالهم الذي لا ينضب.

إن ما يحدث في سوريا من محاولات تمزيق الدولة هو خطر على المنطقة بأسرها يجب أن يتوقف فوراَ، كما أن مكافحة ما يفعله هذا السفاح أصبح مسؤولية قومية عربية بعيدا عن القوى العالمية، يلزامنا أن نعيد حساباتنا وتحالفاتنا الدولية والاقليمية، وأن نشرع لإعادة سوريا لجامعة الدول العربية، وكذلك استعادة قوى المقاومه في المنطقه العربية لاعادة استنهاض المنطقه للتصدي لكل محاولات إعادة ترسيمها بما يخدم أهداف القوى الإرهابية ومن ورائها.
 

عمرو درويش

عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين