حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: البغدادي.. في انتظار العرض التالي ؟!!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

«نعتقد أن أبو بكر البغدادى قتل».. هكذا ظلت تبشرنا تقارير صحفية على فترات متباعدة حول مصير زعيم تنظيم داعش الإرهابى.. ثم نفاجأ بتسجيل صوتى أو تسريب صحفى أن الزعيم الملهم لازال حيا يرزق.. لتبث كلماته الأمل فى نفوس أتباعه تدفعهم دفعا لمزيد من القتل والسلب والنهب.. إهانة لديننا وتنغيصا لدنيانا.. فيلم هابط كما يقال.. يتكرر كلما دعت حاجة أولى الحاجة لعرضه ثم سحبه من الأسواق انتظارا لعرضه التالى!!
هذه المرة يبدو ان الحاجة كانت ملحة لقتله بالفعل وليس تمثيلية سياسية وإعلامية.. فالرئيس ترامب يهتز من تحته عرش البيت الأبيض.. هذه المرة هزة قوية مهددة بقاءه فى مقعده الأثير.. فما بين استجوابات برلمانية.. وهجوم ساحق على قراره بالخروج من سوريا وترك حلفاء العم سام من الأكراد بلا ساتر يحميهم من نيران غل السلطان العثمانى المتعطش للدماء.. والذى راح يعمل قواته فى الأكراد وغيرهم قتلا وتشريدا واضعا يده الملطخة على أراضى سوريا الحبيبة.. وكل ذلك بمباركة أمريكا وليذهب الأكراد وغيرهم من الحلفاء إلى الجحيم طالما اقتضت المصلحة ذلك.. هنا كان لابد من مخرج آمن لترامب من مأزقه.. ومهما كان الثمن فأمريكا لا تدفع شيئا.. انما يدفعه شرقنا الحزين سواء أموالا أو دماء.. وكان المخرج الفيلم الهابط بعرضه الأخير.. ليجلس ترامب وسط حاشيته نفس جلسة أوباما وقت قتل بن لادن.. يتابعون عملية الاغتيال مبشرين بزوال غمة البغدادى.
لكن هل انتهى هذا الفيلم الهابط.. وهل ينطلى علينا؟.. وهل لدى أى منا ذرة شك ان البغدادى ومن قبله بن لادن والظواهرى وغيرهم الكثيرون هم صناعة امريكية خالصة بخاتم السى اى ايه وأعوانه من رجال الموساد الإسرائيلى والمخابرات التركية والإنجليزية والروسية وغيرهم.. وغسيل عقول إعلامى فاجر يتم وضعه بكل تلك الأجهزة الإستخباراتية لتنفذه قنوات وأبواق داعرة من الجزيرة إلى بى بى سى وسى أن أن وغيرهم.. ليصدق الناس أن أمريكا تحارب من أجل شرق أوسط حر آمن ديموقراطى!! يد تقتل وتسفك الدماء.. والأخرى تجفف دموع الضحايا.. هذه هى اللعبة الدولية التى تنفذ بمنطقتنا منذ عقود بل وقرون.. تتغير الأوجه والأدوات.. لكن تبقى اللعبة والضحايا.
الان.. هل سينتهى الإرهاب أو يتراجع بعد مقتل البغدادى؟.. والإجابة بسؤال آخر.. هل انتهى الإرهاب بمقتل بن لادن ومطاردة الظواهرى وتتبع أذنابهم؟ دائرة لا مخرج منها منذ عقود.. فمن قلب الإخوان ولدت الجماعات الإسلامية والتكفيرية.. ومن رحمها انبلجت القاعدة ثم أنبتت داعش ذرية بعضها من بعض.. وبعد بن لادن خرج علينا أبو بكر البغدادى.. ولا أشك لحظة واحدة فى ان بديل البغدادى جاهز وتم إعداده وتجهيزه وسيتم إطلاقه قريبا جدا.. لينشر الذعر والقتل.. وكله باسم الدين الإسلامى.. والضحايا هم فقط من المسلمين والعرب.. لينطلق نفس الفيلم بأبطال جدد ويتملكنا الرعب من هول ما سيفعله الخليفة المنتظر.. لنجرى مرعوبين نرتمى فى أحضان أمريكا وأذنابها.. ليسارعوا هم بإعلان الحرب على صنيعتهم الجديدة دفاعا عنا.. مطالبين بالثمن.. لتبدأ الدائرة من جديد.
يا قومنا أفلا تعقلون.. أفلا تتذكرون.. أم على قلوب أغلالها حسبى الله ونعم الوكيل.