بلطجة تحت الـ18.. مراهقون تعلموا الذبح على طريقة «طلع سلاحك متكامل»

صورة مجمعه
صورة مجمعه

- بوابة أخبار اليوم تدق ناقوس الخطر لظاهرة «بلطجية الشوارع»
- السلاح الأبيض فى أيدى الشباب يبدأ بالتباهى وينتهى بالموت

ظاهرة غريبة على المجتمع المصري بدأت تظهر في الأفق حتى كأنها أصبحت عادة وتقليد خاصة في المناطق الشعبية، خلافات بين الجيران يكون فيها السلاح الأبيض سيد الموقف، جرائهم وحوادث عنيفة، السلاح الأبيض اصبح في يد عدد كبير من الشباب صغير السن، فحوادث تلك الظاهرة حدث ولا حرج آخرها القضية المعروفة إعلاميا «راجح قاتل شهيد الشهامة».

 

 

في مواقع التواصل الاجتماعى انتشرت ملفات فيديو لمشاهد قتل فى الشوارع وسط النهار والناس يمرون بجوار الجريمة وكأنها شىء عادى، مما جعل الكل يتجه لرفع هاشتاج يحمل الإعدام للبلطجية .

 

فتنة سوداء أطلق عليها "سلاح أبيض"، انتشرت بين أيدي الشباب المراهقين، تعبث بمصيرهم، فتنقلهم من براءة المرحلة وطموحها وانجازاتها، إلى عالم الجريمة الأسود.

 

ندق ناقوس الخطر بما يحمله من تهديد لمستقبل شباب على مقاعد الدراسة يدفعهم التباهي وحب الظهور بين الأقران إلى حيازتها وحملها والافتخار بها، ثم ما هي إلا طعنة واحدة حتى يجدوا أنفسهم وراء قضبان السجون أو على أسرّة المستشفيات أو، لا قدر الله، والقتل والدماء وفقدان الأرواح.

"بوابة أخبار اليوم" تفتح ملف "ظاهرة انتشار البلطجة "تلك المشكلة لم تعد تحتمل السكوت عنها، حسب الكثير من القانونيين، الذين دعوا إلى صياغة قانون يجرم مجرد حيازتها فضلاً عن حملها واستخدامها، في حين دعا العديد من التربويين إلى تكثيف الرقابة الأمنية على المدارس لتقليل خطر الشجارات العنيفة التي قد تنشب بين صفوف الطلبة بالمدارس.


 
جرائم بـ«صدفة السلاح»


وأكد مصدر أمنى لــ «بوابة أخبار اليوم»، أن قضايا السلاح الأبيض تعتبر ظاهرة، تستوجب محاربتها والحد منها في المجتمع، من خلال دور الجهات الرقابية في مصادرة هذه الأسلحة البيضاء، فوجود السيوف بأشكالها المختلفة والخناجر والسكاكين وغيرها من الأدوات الحادة في الأسواق.

 

غالبية مَن استخدموا السلاح الأبيض في جرائمهم من الأحداث لم يخططوا لجرائمهم وجاءت عرضية، وأن غالبيتهم ارتكبوا بمفردهم تلك الجرائم، غالبية الضحايا من فئة الشباب، ثم الأطفال، سبب وجودها وانتشارها يرجع لسهولة حملها ورخص أسعارها ثم لسهولة إخفائها عن أعين الآخرين، ولأنه لا يوجد قانون يعاقب من يحملها، إضافة إلى أن أشكالها مغرية وألوانها جذابة، حسب المصدر ذاته.

 

المصدر الأمني شدد على تكاتف الجهود بين جميع الجهات للتصدي لهذه المشكلة واحتوائها في الوقت المناسب قبل تفاقمها، من خلال حملات ضبط هذه الأسلحة والحد من انتشارها، فضلاً عن الدور التوعوي لأولياء الأمور والمدارس ووسائل الإعلام، بتوعية أفراد المجتمع وحثهم علــى عدم حمل السلاح في الأماكن والمناسبات العامة.
 
 

سلوك لا عقلاني 
الدكتور مجدى خليل، أخصائى نفسى، أكد ضرورة دور الأسرة فى مراقبة أبنائهم والاستماع لهم جيداً، ومعرفة أصدقائهم ومن يجالسون وكيفية قضاء وقتهم في المفيد.

 

«خليل» قال: "إن المراهقين والشباب باتوا يقضون أوقاتاً وساعات طويلة على ألعاب البلاي ستيشن وأفلام العنف والقتل التي من السهولة التأثر بها وتقليدها في الواقع، والتي تقع بسببها الحوادث المؤلمة، وهذا ما يحتم تدخل الأهل لفرض رقابة صارمة على نوعية المشاهد والأفلام التي يتلقاها الأبناء".

 

الطبيب النفسي أوضح أن الاستخدام غير المشروع للسلاح الأبيض يعد سلوكاً لا عقلانياً، غالباً ما يلجأ إليه الأشخاص غير المتوافقين شخصياً واجتماعياً ونفسياً مع محيطهم الخارجي، بحيث يكون رد فعلهم قوياً وعنيفاً تجاه أي موقف، ولو كان لأتفه الأسباب، مؤكداً أهمية دور المدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى في تقويم الفرد، خصوصاً الأحداث وحمايتهم من التصرفات الشاذة وحملهم على نبذ العنف.
 
الدليل والعقوبة

 وجود الأسلحة البيضاء في حوزة الجاني، قد يعد دليلاً جدياً على وجود نية ارتكـاب الجريمة وإلحاق الأذى بالآخرين، العنف فعل مؤذ في حق الذات وفي حق الآخرين، يلجأ إليه الشخص لاستخدام القوة استخداماً غير مشروع، يعرّضه للمساءلة القانونية والعقوبات الجزائية المقرّرة في هذا الشأن، وهناك إجراءات أمنية للتصدي لأي بلاغ عن حمل السلاح الأبيض. 

 

المستشار القانوني محمد محمد جويلى قال لـ «بوابة أخبار اليوم»، إن تشريعات حمل السلاح الابيض بالقانون رقم ٣٩٤ لسنه ١٩٥٦ بشأن الأسلحة والذخائر فى مادته الأولى بحظر حيازه او احراز اى من الأسلحة البيضاء المبينه بالجدول رقم واحد من القانون.

 

"جويلى" حدد الجدول رقم واحد كافة أنواع الأسلحة البيضاء من آلات حادة وسيوف وسكاكين وما شابهها من الآلات التى قد تسبب الجرح القطعى أو الوفاة، فى حاله التعدى على أحد باستخدامها، ووضع القانون عقوبه فقط على حيازتها دون استخدامها وهى ما نصت عليه ال مادة 25 مكــرراً يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيها، ولا تزيد على خمسمائة جنيه كل من حاز أو أحرز بغير ترخيص سلاحا من الأسلحة البيضاء المبينة بالجدول رقم ( 1 )، وتكون العقوبة الحبس لمدة لا تقل عن شهرين وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد على ألف جنيه إذا كانت حيازة أو إحراز تلك الأسلحة فى أماكن التجمعات أو وسائل النقل أو اماكن العبادة.


 
وأضاف "جويلي" أن الاعتداءات والمشـاجـرات، وسيلة عنف مهما كان نوعها، وتعتبر حالة التعـدي باللفظ أو بالحركة أو بأداة حادة بهدف الإثارة أو إيقاع ضرر بالآخرين، سواء تحرشاً أو دفاعاً عن النفس، مضيفاً أن المشاجرات التي استخدمت فيها الأيدي أو السلاح الأبيض أو ما شابه تتعلق بأسباب تافهة طبقاً لمحاضر الشرطة كركن السيارات في الأحياء أو الخلاف على مبالغ مالية ضئيلة أو على علاقات عاطفية أو على خلافات سابقة أو على تقسيم المسروقات بين المجرمين.