حق ربنا

اللى يحب النبى..

عصام حشيش
عصام حشيش

كنت شاهدا على خلافات كثيرة وقعت أمامى حول أمور الأخذ بالسنة النبوية ما بين التشدد والغلو وبين التبسيط والإهمال.. وقد كنت فى حيرة بين هذا وذاك.. أرفض التشدد والمغالاة فى الاتباع لدرجة تضييق الحياة وأكره الإهمال والإعراض عن السنة كأنها عرض هامشى لا لزوم له.. وقد أسعدنى الحظ عندما حضرت مجلس علم بمسجد أبو بكر الصديق بالمقطم بعد صلاة الفجر للدكتور علاء دعبس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ووجدته يتحدث فى نفس الموضوع ليفض الاشتباك ببساطة مبدعة بين حالات التشدد وحالات الاستهتار فى اتباع السنة.. قال الرجل إن السنة وهى كل ما ورد عن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم من فعل أو توجيه بفعل أو إقرار بأفعال وقعت فى حضرته وأقرها وهى كلها تأتى على ثلاث مراتب.. الأولى هى السنن المؤكدة التى فعلها النبى  وتمسك بها بل ورغب الناس فى الالتزام بها وهى سنن من فعلها حصل على الأجر ومن تركها عوتب من الله لتركها مثل صلاة ١٢ ركعة نافلة على مدار اليوم مع الصلوات الخمس.. والثانية السنن غير المؤكدة وهى التى فعلها النبى أحيانا وتركها أحيانا أخرى مثل سنة الضحى وسجدتى السهو وسجدة الشكر وتحية المسجد ونحر الأضحية وصلاة الليل وزيارة المرضى وإطعام الطعام وغيرها وهى سنن من فعلها حصل على الأجر ومن تركها لا يعاتب.. ثم الثالثة وهى سنن العادة وهى تلك التى فعلها النبى بوصفه بشرا مثل سنن الطعام والشراب واللباس واللحية والنكاح والسكن والركوب وغيره.. ومن فعلها حبا فى حضرة النبى ورغبة فى اتباعه نال الثواب ومحبة الله ومن تركها غير مستهزئ بها فلا إثم عليه.. وهكذا وببساطة حسم الفقيه الفاضل الاشتباك بين بعض المتشددين الذين قصروا الجلباب وفروا اللحى واكلوا بأصابعهم وتركوا الشوكة والملعقة باعتبارها ليست من الدين وأصروا أن ارتداء البذلة والكرافته يعد تشبها بالكفار ومن تشبه بقوم حشر معهم رغم أنهم يركبون سيارات صنعها الكفار ويستخدمون النت والموبايلات ويشاهدون الشاشات دون أن يطرف لهم جفن ..  وما أحوجنا الآن لأن يقوم العلماء وينشروا الوعى ويوقفوا الكثير من العبث وخلط الجيد بالردىء.. شكرا د.علاء الذى شحذ جهده لمسجده ولنشر الدين السمح دون تشدد أو غلو.. وعقبال باقى المساجد.