نهار

رحيل صانع البهجة...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

هل اكتشف عم صابر البهجة عندما اختار قبل٦٠ عاما أن يعمل «أراجوزا» يطوف فى الموالد والأسواق والأحياء الشعبية لينشر الفرح والضحكات.. أم كانت البهجة هى ملامحه الشخصية وهويته ورسالته التى عاش من أجلها طوال عمره؟... عندما فقد بصره تماما بعد أن قارب الثمانين من عمره، أعلن (سأستمر فى نشر السعادة والضحك لكل الناس، فلم أفقد الأمل يوما فى قدرتنا على صنع عالم سعيد)...
عم صابر شيخ لاعبى «الأراجوز» فى مصر والعالم، وأكبر ذاكرة حافظة لفن ألأراجوز وعروضه المختلفة (حددها بـ ٢٤ نمرة).. عم صابر المصرى، هو أحد صناع البهجة الحقيقيين فى مصر (عندما تتأمل ملامح وجهه لا ترى إلا الوطن.. عندما تسمع صوت «أمانته» تحيط المكان فتشرق فى وجوه الأطفال بالضحك) هكذا وصفه د.نبيل بهجت أستاذ المسرح بجامعة حلوان ومؤسس فرقة «ومضة» لإحياء فنون الأراجوز وخيال الظل ٢٠٠٣ لخلق مسرح يعتمد على العناصر الشعبية العربية فى تشكيل لغته.. عم صابر أحد المؤسسين لفرقة «ومضة».. المعلم الأول داخل الفرقة، والمرشد فى كل مشاريعها وورشها المختلفة (إعادة الأراجوز إلى الشارع)، (دراما فى الفصل المدرسى)، (خروج للناس.. مسرح ببلاش) وهو أيضا المشارك بعروضه فى (الأرشيف القومى للأراجوز المصرى) الذى أصدره المجلس الأعلى للثقافة ٢٠١٢ باعتباره (آخر الكنوز البشرية الحية) وهى الجائزة التى حصل عليها من الشيخ القاسمى حاكم الشارقة ٢٠١٦.. وهو أيضا أحد المناضلين وراء أدراج اليونسكو (قبل عام) تراث الأراجوز، ضمن قائمة أهم الفنون البشرية التى يجب الحفاظ عليها.. ليرحل عم صابر بعد أن أكمل دروس البهجة كاملة...