يوميات الأخبار

شيوخ الأوقاف فى قاعة المحاضرات

أحمد سامح
أحمد سامح

مليون و800 ألف عادوا باسمائهم لبطاقات التموين بعد أن نالهم شرف الإزالة والبقية تنتظر بعد تفسير الأسباب الهلامية التى اخترعتها وزارة التموين.

لأول مرة أجد جهدا صادقا للإرتقاء بمستوى الخطاب الدينى، فعلى مدى سنوات لم نر السادة اصحاب الزى الازهرى بهذا الأسلوب وبانتقاء الكلمات التى تصل الى القلوب … وعندما سألت جاءنى الجواب من د. خالد فتح الله مدير مركز تدريب الإذاعة والتلفزيون والتابع للهيئة الوطنية للإذاعة والتليفزيون… بانه لأول مرة تقام دورة تدريبية للسادة الأئمة بالتعاون مع وزارة الأوقاف لتبسيط الخطاب الدينى وإرشاد الإمام لأسرع الطرق فى الوصول لقلوب المستمعين قبل الآذان . قام بالمحاضرة فى الدورة العديد من أبناء الإذاعة المصرية على رأسهم د. منال العارف كبيرة مذيعى صوت العرب واستطاعت أن تظهر للأئمة بعض الجوانب النفسية لمتلقى الرسالة والتى تساعد فى وصول المعلومة صحيحة ويتحقق الإفادة منها… حتى أن وزارة الأوقاف طلبت استمرار الدورات لكل الأئمة لتعم الفائدة على الناس وتكون خطوة فى تطوير الخطاب الدينى… نحيى أى جهد يرفع من شأن هذه المهنة الجليلة والتى نالها التشويه والتشويش لسنوات عديدة
بطاقات التموين
لن أطرح الكثير من الأمثلة التى توضح تخبط العديد من المشروعات ولكن أطرح مثالين فقط الاول فى الاسكان…. فالشروط المعلنة لمشروعات إسكان مصر وجنة لا يتيحان لشاب حتى مجرد التفكير فى الحصول على غرفة واحدة من غرف إسكان مصر وتركت الحكومة الناس لسماسرة العقارات الذين يطلبون ما بين ٥٠٠ إلى ٢٠٠ ألف «أوفر» فوق ثمن الوحدة التى هى فى الأصل أعلى من إمكانيات أى شاب يحاول أن يكون أسرة جديدة فى مكان محترم.
المثال الثانى هو الإزاحة التى بالجملة للاسماء من بطاقات التموين والتى وصلت للملايين وكل الأسباب التى تذكر فى موقع وزارة التموين للرد على شكاوى المواطنين أسباب لا أستطيع التعليق عليها إلا بأنها «تلاكيك» وكلام غير مفهوم فأسرة مكونه من ٦ أفراد من الطبيعى أن يكون لديها أكثر من سيارة او حتى لو كانت إحدى السيارات موديل السنة او قبلها بسنتين ولكن قواعد الوزارة لم تفرق بين أن تكون تلك السيارة للفسحة او يعمل عليها احد الشباب كـ«أوبر» أى أنها مصدر رزق والأسباب الأخرى أن تكون فاتورة تليفون احد أفراد الأسرة أكثر من ٥٠٠ جنيه ولا يفرق المشرع بين تليفون لصالح العمل او تليفون تقوم الشركة بسداد فاتورته لانه من أجل العمل وليس من أجل الدردشة والحكاوى... مطلوب نظرة موضوعية من القائمين على حالات الالغاء فى البطاقات التموينية فهو يلغى حق إنسان فى الدعم وخاصة أصحاب المعاشات الذين انخفض دخلهم الشهرى إلى اقل من النصف بفعل الزمن والهيئة العامة للتأمينات أدامها الله لنا خاصمة وموفرة للدولة.
الأمم الأخلاق
عندما قال أمير الشعراء احمد شوقى (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا) لم يكذب ولم يبالغ بل قال حقيقة نعانى منها الآن فى كل لحظة وفى كل تعامل مع شباب وأطفال الأجيال الجديدة، فما تعودنا عليه من أخلاق وعادات تربينا عليها فى خمسينيات القرن الماضى وكم النواهى والتعليمات التى كنا نتلقاها من الآباء والأمهات وما تعودنا عليه من احترام أساتذتنا داخل المدرسة وخارجها حتى اننا اذا لمحنا استاذنا على رصيف الشارع الذى نمشى عليه كنا نعبر إلى الجانب الآخر حتى لا نعترض طريقه فأين نحن من أخلاق تلاميذ الألفية الثانية وما تبثه قيم أجهزة الإعلام ومدارس ليس لها من اسمها الا الحروف ولكنها فقدت كل معانى التربية مقابل الكسب المادى والأرباح وتدفق المصالح لاصحابها ، نسيت البيوت أن تربى الابناء وتركتهم للتلفزيون والجيم سنتر وأفلام الإنترنت واصبح المدرس مغلوبا على أمره أمام تلاميذ لا يحترمون الكبير او المعلم.... طلاب هذه الأيام يريدون النجاح بأقل مجهود وعلى حساب أى شيء، المهم النجاح والانتقال إلى الصف الذى بعده بدون أى علم أو أخلاق.
نسيت الأم أن تغرس فى عقول الابناء الاحترام وتفرغت هى الأخرى لهموم المنزل والعمل التى لا تنتهى فضاع الابناء وتركت تربيتهم لكل من هب ودب لكى يتعلموا من ألفاظ الشوارع ويلتقطوا معانى الأخلاق من أغانى الميكروباصات والتوكتوك .هل من أمل فى أن يعود للمدرسة دورها الذى نعرفه وتعرف كل أم كيف تعتنى بعقل ابنها قبل أن تعتنى بملابسه او اللانش بوكس الخاص به وتعرف أن عليها ذنب كبير اذا لم توفر لهذا الصغير ما يحتاجه من معلومات تسهل عليه طريق حياته.
عم على حارس المكبس
فى سبعينيات القرن الماضى انضممت إلى أسرة تحرير جريدة أخبار اليوم وكان يوم العمل الأساسى لدينا هو يوم الجمعة الذى حرمنى من التواجد فى مسجدنا بالمنيل وكنا نصلى الجمعة فى مسجد بجوار الجريدة لسرعة العودة إلى صالة توضيب الجورنال والتى كنا نطبع فيها بأسلوب الرصاص او المعدن الساخن على رأى أساتذتنا فى الإعلام وبمجرد دخولك لصالة التوضيب تفاجأ برياح ساخنة صادرة عن ما لا يقل عن ٢٥ ماكينة جمع حرارة كل منها ٣٠٠ درجة مئوية وجهاز المكبس الخاص بالصفحات الذى يتولى العمل عليه عم على الذى يبادرنا بسؤاله الأسبوعى (حتتغدى معانا يا أستاذ احمد) فتكون الإجابة بنعم والغداء هو أرغفة الحواوشى التى يعدها عم على بنفسه ويسويها على حرارة المكبس لحين تجهيز الصفحات التى يتطلب تجهيزها المرور على المكبس لعمل الفلان لإعدادها للطبع... اكتشفت ان عم على هو الشيف الخاص بصالة التوضيب والكل يطلب منه نفحات الحواوشى المسوى على حرارة المكبس (press) فهذا المكبس هو أصل كلمة صحافة باللغة الإنجليزية والتى نتباهى بها حتى الآن..... رحم الله عم على ومن بعده عم صلاح حراس البرس!
من حيل إبليس !!
دائما ما يقال (كبير النار من مستصغر الشرر)
وحكايات الأثر فيها من العبر والمعانى ما يشبه الكثير من وقائع نعيشها ونتأثر بها وحتى فى العلاقات بين الدول نجد أن حادثا صغيرا يمكن أن يتطور لكى ينفخ فيه زبانية إبليس ليشعل حربا أو يسقط حكما أو حتى يتسبب فى أزمة دولية فالأحاديث الدولية الآن يقف وراءها العديد من أجهزة المخابرات التى تشعل الشرارة الأولى بيد من يتصورون أنهم مهمون وهم أقل من الحشرة التى تنخر فى جذور النبات... ولنستمع لحكايات إبليس وما قام به وعلى جهل الإنسان القيام بالدور المطلوب:
والقصة تقول …
كان هناك حمار مقيد فى شجرة، فجاء الشيطان وفك له الحبل!!!
دخل الحمار حقل الجيران.... وأخذ يأكل الأخضر واليابس.
رأته زوجة الفلاح صاحب الحقل.... وأخرجت البندقية وقتلت الحمار!!!
سمع صاحب الحمار صوت البندقية... فلما رأى الحمار مقتولا غضب وأطلق النار على زوجة الفلاح فقتلها.
رجع الفلاح فوجد زوجته مقتولة، فحمل بندقيته وقتل صاحب الحمار!!
سأل الناس الشيطان: ماذا فعلت؟!
فقال الشيطان: لا شىء!!
فقط... أطلقت الحمار!
● المغزى ●●
إذا أردت أن تفسد أو تخرب مجتمعا........ أطلق الحمير.
أليس فى عالمنا العربى العديد من الحمير... إخوان الحوثى أليسوا حمارا كبيرا فى يد إيران تلعب به كما تشاء من أجل الحرب بالوكالة مع السعودية؟.
جبهات النصرة والمجاهدون المتأسلمون أليسوا حمارا خفيا لتفاصيل مخططات أمريكا وتركيا الحمار الأكبر الذى يعتقد أنه الفرس ذو الرهان الكسبان فى المنطقة؟.
العديد والعديد من الحمير إذا أردت أن تعدهم فستجدهم وراء كل الأزمات والحروب وهم يتخيلون أن الحق معهم وأنهم يدافعون عن حقوق الشعوب وفى الحقيقة هم أداة فى يد إبليس يفك قيدهم كما يشاء ويدلهم على غيط البرسيم وما علينا إلا إكمال الصورة.
كلام أعجبنى:
ومهما جمعت من الدنيا وحققت من الأمنيات فعليك بأمنية يوسف عليه السلام «توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين».
ما من قلب «يسامح» إلا عاش «مرتاحا» وما من نفس «ترضى» بالقدر إلا باتت «سعيدة».. وما من روح تردد «الحمد لله» إلا كانت «مبتسمة». وما من لسان بات «يستغفر الله» فى كل حين إلا «فتحت له الدنيا بما فيها».