«مديري بيعنفني دايمًا.. لو حسبنت عليه حرام؟».. «الإفتاء» تجيب

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أرسلت «بوابة أخبار اليوم»، سؤال أحد متابعي صفحة «إسلاميات بوابة أخبار اليوم»، إلى دار الإفتاء المصرية عبر تطبيق «الموبايل»، للإجابة عنه، ونصه: «مديري دايما بيعنفني رغم إني بحب شغلي وببذل فيه جهد كبير، هل لو حسبنت عليه حرام؟».


 وأجابت الإفتاء على السائل: « ننصحك بمحاولة حل هذه المشكلة بالحكمة واللين»، لافتة إلى أن قول حسبي الله ونعم الوكيل ليس دعاء على أحد، ومعناها أن مؤيدي وناصري هو الله وهو وكيلي، وهذه الكلمة جرت على ألسنة الأنبياء والمرسلين والصحابة والصالحين في وقت الشدائد، فكان عاقبة ذلك تأييدا ونصرة من الله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].


 واستشهدت بقوله -تعالى-:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]، ويقول الإمام القرطبي في تفسيره «الجامع لأحكام القران»: «وحسب مأخوذ من الإحساب، وهو الكفاية». 


واستدلت بما ورد عن عوف بن مالك-رضي الله عنه-، أنه حدثهم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله عز وجل يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل» أخرجه أبوداود والنسائي في سننهما.


 وذكرت ما قاله العلامة ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- في «جامع العلوم والحكم»: «ومعناه أن الإنسان يأخذ بالكيس والسعي في الأسباب المباحة، ويتوكل على الله بعد سعيه، وهذا كله إشارة إلى أن التوكل لا ينافي الإتيان بالأسباب بل قد يكون جمعهما أفضل.

 

قال معاوية بن قرة: لقي عمر بن الخطاب ناسا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: بل أنتم المتأكلون، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض، ويتوكل على الله عز وجل».