بين ذكرى الميلاد والعرش.. سر تعامد الشمس على «قدس الأقداس» بأبوسمبل

بين ذكرى الميلاد والعرش.. سر تعامد الشمس على «قدس الأقداس» بأبوسمبل
بين ذكرى الميلاد والعرش.. سر تعامد الشمس على «قدس الأقداس» بأبوسمبل

تتجه أنظار العالم، إلى معبد الملك رمسيس الثاني بمدينة أبوسمبل، لمتابعة الظاهرة الفلكية الفريدة لتعامد أشعة الشمس داخل «قدس الأقداس»، والتي تبدأ في حوالي الساعة الخامسة و50 دقيقة، صباح الغد، وتستغرق 20 دقيقة.

الفراعنة أجروا حسابات فلكية متطورة أثناء بناء المعبد، وتحدد مكان قدس الأقداس بحيث لا تدخله الشمس إلا في يومي 21 أكتوبر، بداية موسم الزراعة وولادة الملك الإله رمسيس، و21 فبراير يوم تتويجه على العرش.

ومن المتوقع أن يشهد التعامد نحو 4 آلاف سائح من جنسيات مختلفة أو أكثر، وهي الظاهرة التي يقصدها السياح من مختلف دول العالم، ويقفون بالساعات لانتظارها سنويًا.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن الشمس سوف تتعامد على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير، في أبي سمبل، في الخامسة و50 دقيقة، صباح الغد، وتستمر 20 دقيقة، لتعلن بداية موسم الحصاد عند قدماء المصريين.

وأضاف "سعيد"، أنه تم الانتهاء من تغيير نظم الإضاءة بالمنطقة المحيطة بمعابد أبوسمبل، عبر شبكة إضاءة حديثة (ليد)، كما تم إدخال تأهيل نظم الإضاءة لواجهة معبدي أبوسمبل على شكل بانوراما فنية تشبه إلى حد كبير إضاءة الصوت والضوء.

وأشار إلى أنه تم تزويد دورات المياه بنظام خزانات حديثة للمياه، لضمان انتظام تدفق المياه، وجار تركيب وحدة دورة مياه متنقلة (كرفان) لخدمة السائحين الأجانب والزائرين المصريين لمعابد أبوسمبل.

ولفت إلى أن الاحتفالات الشعبية والتراثية التي تصاحب التعامد في ساحة المعبد، تعد من أحد أهم عوامل جذب السياح، لافتًا إلى أن الجنسيات الأكثر شغفا بتلك الظواهر الفرعونية هي الإسبانية واليابانية والصينية والألمانية، وكلها جنسيات متواجدة بقوة في أسوان خلال هذا الأسبوع.

 

اكتشاف الظاهرة

اكتشفت هذه الظاهرة عام 1874م، من قبل المستكشفة الإنجليزية إميليا إدواردز، والفريق المرافق لها، وقد قامت بتسجيلها في كتابها "ألف ميل فوق النيل".

تخليد ذكرى اكتشاف أبو سمبل

وبشأن احتفالية تعامد الشمس، فهي تعد تخليدا لذكرى اكتشاف المعبد عام 1817، بعد أن هجرت المعابد وبالتالي أصبحت مغطاة بالرمال، وكانت الرمال تغطي تماثيل المعبد الرئيسي حتى الركبتين، وكان المعبد منسياً حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسري جي ألبورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسي، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي، اللذين سافرا معا إلى الموقع، لكنهما لم يتمكنا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزي في 1817، لينجح في محاولته لدخول المجمع.

سر تعامد الشمس

حقيقة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل، هي اكتشاف قدماء المصريين نقطتي شروق وغروب الشمس في 21 من شهر مارس، ثم تتغير نقطة الشروق متجهة إلى الشمال كل يوم بمقدار ربع درجة تقريبًا، بناءً على ذلك اختار القدماء المصريون نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن تكرارها زمن قدره 4 أشهر، ثم شرعوا في بناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التي تدخل منه أشعة الشمس من خلال فتحة ضيقة من ناحية الشرق على وجه رمسيس الثاني، وسبب ضيق الفتحه هو حتى لا تسقط أشعة الشمس في اليوم التالي على وجه التمثال.

تعامد الشمس في فبراير

وفي ساعة مبكرة من صباح 22 فبراير، تخترق الأشعة مدخل معبد أبوسمبل وتسير بداخلها بطول ستين متراً حتى تصل إلى الغرفة المسماه بـ"قدس الأقداس"، وتضيء ثلاثة تماثيل، هم تمثال رع حور اختي وتمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثال آمون رع، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو للإله "بتاح"، وهو رب الظلام فلا يجب أن يضيء.

تعامد الشمس في أكتوبر

وفي الساعة الخامسة وثلاثة وخمسين دقيقة في يوم 22 أكتوبر، يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس داخل حجـرته في قدس الأقداس، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة ليضيء وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس.