مجرد سؤال

رفقًا بالمستورين يا عم نوبل

صفاء نوار
صفاء نوار

منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل فى الاقتصاد هذا العام للأمريكيين أبهجيت بانيرجى ذى الأصول الهندية وإستر دوفلو ذات الأصول الفرنسية والأمريكى مايكل كريمر، دارت أبحاثهم وأعمالهم عن محاربة الفقر فى العالم. وما أسعدنى فى هذه الجائزة هو أن موضوعها عن الفقر الذى تزايد بدرجة غير مقبولة على مستوى العالم كله.. والذى نشعر به جميعا وبتأثيره على مجتمعنا فى مصر حيث ارتفعت نسبة الفقر إلى 32 % حسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، مقابل 27.8% عام 2015، بزيادة 4.7%.
ورغم الكلمات الرنانة التى صاغها البنك الدولى من مقره بواشنطن تحت عنوان «رسالتنا عالم خال من الفقر» فإنه يفرض شروطا قاسية على الدول الفقيرة لتحقيق هذا الحلم، أرغمت أكثر من 145 دولة تتعامل معه لتنفيذها، بهدف إنهاء الفقر المدقع خلال جيل واحد وتعزيز الرخاء والتنمية المستدامة وهو هدف فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب.. فرغم الشروط الصعبة وإعلان البنك عن تراجع معدلات الفقر فإن عدد من يعيشون فى فقر مدقع مازال مرتفعا بصورة جنونية.. بل وبسبب شروطه أيضا امتدت مساحة الطبقات التى تعانى الفقر، وأعتقد أن هذه الشروط تؤدى إلى قتل الفقراء والقضاء على الطبقات المتوسطة التى تعيش على ستر ربنا.
أعتقد أننا فى مصر ومع بدء الإصلاحات الاقتصادية عانينا الكثير، ولكن بفضل تكاتف مجتمعى ومبادرات مثل حياة كريمة وتكافل وكرامة و١٠٠ مليون صحة وغيرها استطاع الفقراء مواصلة الحياة ولكن فى أصعب ظروف يمكن أن يمر بها البشر، ويمكننا محاصرة الفقر الذى أصبح ينهش أهالينا خاصة فى المناطق الريفية ويؤخر التنمية بسبب التسرب من التعليم والبحث عن فرص عمل غير قانونية مثل قيادة التكاتك التى تكاد تقضى على الحرفيين وتقتل كل حلم شاب فى تعلم حرفة أو العمل كصنيعى فهى أسهل وأسرع وسيلة لكسب لقمة العيش ولها أغراض أخرى فى معظم الأحيان فهى تساعد على انتشار الجريمةً والعنف، يبقى أن التنمية ومحاربة الفقر ممكنة، وتستحق آلاف الجوائز مثل جائزة نوبل بشرط توفير مناخ من الرحمة والمناخ المناسب الذى تحرسه القوانين لضحايا كل إصلاح يرفع شعار مكافحة الفقر وفى باطنه القضاء على الفقراء ودهس أحلام الطبقات المستورة!!.