بأقلام الأشقاء

الكرد وداعش والاتفاق التركى الأمريكى فى غيبة من الكونجرس

شيركو حبيب
شيركو حبيب

شيركو حبيب

سؤال يطرح نفسه ويكرره المراقبون لما يدور بين أمريكا وتركيا، هل قرار أو اتفاقية وقف إطلاق النار لإحلال السلام وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها فى شمال سوريا؛ سيكون بداية لحل الخلافات وإبعاد المنطقة عن شبح حروب طاحنة؟
خلال فترة قصيرة من انطلاق عملية الاجتياح التركى للأراضى السورية المسماة «نبع السلام»؛ فقد المئات أرواحهم ونزحت مئات الآلاف من البشر من شمال سوريا إلى إقليم كردستان العراق؛ بحجة القضاء على الإرهاب، وهؤلاء الضحايا الأبرياء ليسوا متهمين سوى بالعيش بسلام على أراضيهم دون غصب أو احتلال لأراضى الغير، فأراضى كردستان هى أراضى الشعب الكردى الذى خلقهم الله عليها؛ وهذا قدرهم الذى أصابهم من مصاعب ومصائب، رغم أن الكرد شعب محب للسلام والتعايش والتآخي.
لكن هناك من لم ترق لهم كلمة كردستان أو الكرد، واستعملوا معهم القسوة والظلم؛ وكلها ناتج عن النزعة الشوفينية تجاه الكرد.
رغم الخسائر البشرية والإضرار بالبنية التحتية جراء الهجوم التركي؛ أعلن اتفاق وقف إطلاق النار مع تضارب التصريحات بين المسؤول التركى والمسؤول الأمريكي، ليثار التساؤل: لماذا لم تلعب أمريكا دورها فى بداية الهجوم وأعطى الرئيس الأمريكى الضوء الأخضر لتركيا بشن الهجوم؟ وهل كان من أجل دخول القوات التركية إلى هذا الجزء من سوريا وإرهاب الكرد وسكانها الآخرين؟ هل كان الهجوم التركى على الكرد فى سوريا من أجل خلق وضع جديد على الأرض واختلاق اتفاقية جديدة لخدمة مصالح جديدة؟ وماذا سيكون الوضع الكردى هناك وأوضاع المنطقة عموما؟
ثم من المستفيد من ذلك رغم أنه لا مستفيد من الحرب؟ وماذا عن الإرهاب بعد تمكين داعش من إعادة تكوين تشكيلاته وتجهيزها مرة أخرى عقب تضحيات الكرد فى مواجهته هناك؟ وكيف تتعامل القوى الصامتة أمام الاجتياح التركى مع هروب سجناء التنظيم الذين ضبطتهم القوات الكردية؟
إن الاتفاق بين أمريكا وتركيا لوقف النار أدى إلى اختلاف الآراء بين الأطراف المعنية، فسوريا التى ترفضه ليس معها PYG، وقوات سوريا الديمقراطية معها حزب العمال الكردستانى ضده، وتركيا تسيطر على ٣٢ كم من الأراضى وبالطبع ستتم أكبر عملية تغيير ديمغرافى لهذه المناطق دون مراعاة إرادة وسيادة الدولة السورية صاحبة الشأن، وذلك كله فى غيبة لموقف الكونجرس الأمريكى بشأن الاتفاق.
الحل ليس باتفاق لوقف إطلاق النار؛ إنما بحل جذرى للقضية الكردية وإحلال السلام، وعلى الحكومة التركية الاعتراف بوجود شعب له نفس الحقوق والواجبات المصونة للشعوب الأخرى؛ وأولها العيش بأمان وسلام على أرضهم، ولا أعتقد أن تحل هذه القضية بسفك الدماء؛ بل بالحوار والتفاهم، فالشعب الكردى أينما كان يمد يده لدعاة التسامح والتفاهم.
< كاتب صحفى عراقى كردى