يوميات الأخبار

حوار مع التبريزى

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

أمام هذا الكلام المطلق عن الحب غير المكتمل وغير المحكوم بقواعد وجدت نفسى فى سجال مع التبريزى

طول عمرى بخاف من الفيس وسيرة الفيس والشائعات التى تنتشر على بعض صفحاته لكن صديقى وزميلى الكاتب الساخر المبدع هشام مبارك أقنعى بأنه أصبح لغة العصر ومن لا يندرج فى عالمه يكون كمن يجهل القراءة والكتابة.
دخلت هذا العالم واستوقفنى بوست من شخص يطلق على نفسه شمس التبريزي.. مقطعا من رواية قواعد العشق الأربعون لجلال الدين الرومى يقول: «حياتك حافلة مليئة، كاملة، هكذا يخيل إليك حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفقده طوال هذا الوقت مثل مرآة تعكس الغائب لا الحاضر.. تريك الفراغ فى روحك الذى كنت تقاوم رؤيته.. قد يكون ذلك الشخص حبيبا أو صديقا أو معلما روحياً وقد يكون طفلا يجب إحاطته بالحب والرعاية المهم أن تعثر على الروح التى تكمل روحك.
أمام هذا الكلام المطلق عن الحب غير المكتمل وغير المحكوم بقواعد وجدت نفسى فى سجال مع التبريزى أراه مفيدا لتفنيد بعض القراءات الخاطئة لتلك الرواية المهمة.
قلت: كلام جميل لكن ضعاف النفوس فهموا خطأ أنه دعوة صريحة لعدم الإلتزام بفكرة الحلال والحرام فكثير من البيوت خربت لفلسفة التغيير التى طرحت فى الرواية من أن الفكر مقيد بينما الحب يكسر كل القيود.. المطلوب من أحد المتخصصين شرح ذلك بأسلوب بسيط فكم من البيوت خربت باسم وهم الحب.
ورد التبريزي: اتفق معك وقد يكون الوقوع فى هذا نقص إيمانى أو عدم إحاطة وعلم تام بالمعنى الحقيقى للحب.. قلت: أصبت الحقيقة الحب الذى قصده الرومى غير حالات عدم الإلتزام التى نشهدها الآن.
التبريزي: بالضبط ومن وجهة نظرى ان ما نشهده من جنوح بزعم الحب نقص إيمانى فجميعا قد نكون بحاجة إلى الحب لكن ليس بهذا التصوير المنحل فما الحياة إلا محبة ومشاركة وأخلاق.. رددت: عندما تسمع فى برنامج إذاعى شهير حالات يشيب لها الولدان عن العشق الممنوع الذى غالبا ما تكون نهايته خراب البيوت وتشريد أسر فالفهم المسطح لقواعد العشق الأربعون أضرت المجتمع بمساعدة مواقع التواصل بالطبع.
التبريزي: المشكلة أن الجميع يأخذ بالمعنى الظاهرى للكلمات او يأخذ المعنى الذى يريده من الحروف ويتغاضى عن النظر فى المعنى الباطنى والفكر الموجود بين ثنايا الحروف.. يترجمون المعنى على حسب مبتغاهم ولا ينظرون للمبتغى الخفى والذى هو المقصود فى الأصل.. ولا ارى ان هناك خطأ على عاتق الرواية وإنما الخطأ فى قارئ الرواية.
قلت: يبقى الحل فى تفسير الرسالة المطلوبة من الرواية.. ونؤكد انها رواية نتفق ونختلف معها فهى ليست قرآنا فهب أننى او أنت أحببنا ليلى علوى افتراضا.. هل أترك نفسى لهذا الوهم أم أحكم عقلى فالحب المطلق لا يصح ولا يجب الا لله ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
التبريزي: اتفق معك وهذا يقع على عاتق الإعلام أو السوشيال ميديا ولا ننسى ان هناك شيئا آخر له دور اساسى وكبير جدا على تحريف وبرمجة العقول فى الطريق إلى عدم الإلتزام والفهم الخاطئ وهو ما يسمى بالفن الذى أراه الآن لا يمت للفن بصلة.. نعم فمن تعلق بغير الله ضل وذل وخاب وخسر.
قلت: للأسف هناك قراءات للرواية تحض على عدم الالتزام وأن يترك الفرد نفسه لأهوائه.. ورد التبريزي: لله الأمر من قبل ومن بعد. اختتمت حوارى معه بسؤال: من أنت فاختفى «فص ملح وداب».
 أطفال فى الثلاجة
رغم التحديات التى نواجهها كمجتمع داخليا وإقليميا ودوليا يخرج أناس بخزعبلات ليست فى وقتها مثل فكرة تجميد البويضات خوفا من فوات فرصة الإنجاب.
وبغض النظر عن مدى مشروعية تلك الفكرة الغريبة لكن التساؤل من الداعى لمثل هذه الأفكار الغريبة لكن الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر طمأنتنا بأن الفكرة لا مانع منها شرعا طالما ستتم وفقا لمجموعة من الضوابط تحسبا للمستقبل قبل أن يفوت الآوان وطالما لا تستخدم استخداما بعيدا عن شرع الله وفى إطار الميثاق الشرعى، إنما بيعها أو ما دون ذلك غير مقبول وجريمة تمثل خلطا فى الأنساب.
وحسنا فعلت الدكتورة آمنة مستدركة أن الفكرة تتضاد مع مألوف الحياة فالطبيعى أن يكون كل شىء فى زمانه وفى وقته «وهو ما يجعلنى أتمنى ألا تنتشر حتى تسير طبيعة الحياة بالمسار الطبيعى الذى آلفته الإنسانية، خاصة وأنه ليس كل ما جاء بالعلم تألفه النفس والعقل».
ماذا يفيد المجتمع من تداول فتاة للفكرة التى أثارت الجدل بعد نشرها فيديو على صفحتها على فيس بوك تعلن أنها قررت تجميد بويضاتها لعدم وجود الزوج المناسب بعد، لذا قررت أن تجمد بويضاتها خوفاً من أن تفوتها فرصة إنجاب طفل إذا لم تتزوج أو حتى إذا تزوجت فى سن أكبر.. يا بنتى دعى الأمر لله ودعى الأمور تجرى فى أعنتها كما شرعها الله فلا يعقل أن نضع أطفالنا فى ثلاجة فقد تمتد إليها يد السماسرة لتختلط الأنساب.
لماذا لا نستثمر مواقع التواصل فيما هو مفيد للمجتمع والناس بعيدا عن الأفكار الغريبة التى غالبا ما تأتى بحثا عن الشهرة حتى إذا كانت من باب الفضائح.
 ضرب الحبيب
 فى الهند أم العجائب مهرجان سنويا بعنوان «ضرب الأزواج» وهو من أغرب التقاليد المنتشرة فى الهند حيث يوضح مدى حب الزوج لزوجته كلما تحمل ضرباتها الموجعة، لكن عندنا فى مصر المأثور الشعبى «ضرب الحبيب زى أكل الزبيب» وكان يأتى على سبيل النكتة والفكاهة ويذكرنا بالكوميديان الراحل عبد السلام النابلسى فى أحد أفلام الأبيض والأسود.. الآن لم يعد ذلك مزحة أو نكتة بل واقع معاش عن بلاغات كثيرة تتداولها أقسام الشرطة عندنا عن حالات صارخة لضرب الأزواج.. نعم هذا ليس ظاهرة لكنه أصبح منتشرا بعد أن كان من سبيل الاستثناء فهل أغذية الهرمونات والمبيدات المغشوشة أحدثت تغييرا بيولوجيا ما جعل المرأة مسترجلة والرجل منسونا.. أتمنى ألا يكون ذلك صحيحا وإلا لنسارع بتأسيس جمعيات لحماية الأزواج ضحايا العنف الزوجى.. ويا رجال العالم اتحدوا.
 تماسيح البحار
بالأمس احتفلنا بيوم البحرية المصرية التى كان لها بطولات لا تنسى وسيظل التاريخ شاهدا على عظمتها ومنها ما قام به رجال البحرية فى ٢١ أكتوبر 1967، بإغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» وإبهار العدو بالقدرات الفائقة للقوات المصرية.. «إيلات» كانت تمثل نصف القوة للمدمرات فى البحرية الإسرائيلية، وكان على متنها 100 فرد يمثلون طاقمها، إضافة إلى عدد كبير من طلبة الكلية البحرية فى رحلة ضمن برنامجهم التدريبى.. ومن الأسباب القوية التى منحت عملية تدمير «إيلات» أهمية وعظمة، رفع الحالة المعنوية للقوات المصرية ومنح مزيد من الثقة للقوات، بينما كانت بمثابة «صدمة» أصابت الجميع فى إسرائيل سواء كانوا داخل الجيش أو خارجه وأثرت كثيرا على حالتهم المعنوية وهزت الثقة بداخل نفوسهم.. تحية لقواتنا البحرية الباسلة التى تذود ليل نهار عن سواحلنا.
 
إلى معلومة العنوان
 مازلت أنتظرك فى الشرفة
 تأخر قدومك بينما كان انتظارنا لحظات أو دقائق أو بضع سويعات
راهنت على عودتك فى ريحانتك التى زرعتها بيديك لكنها ماتت عندما تركناها وحيدة تعانى ألم الحنين
دعوت ربى أن تحيا وتعود للحياة واتخذتها بشارة خير على عودتك
الآن طال انتظارك لحظات ودقائق وأياما وربما شهورا ولا تأتين
 لا أستطيع أن أصدق أنك لن تعودين
هل حقا ما بيننا كان حبا أم مرضا ألم بى وحدى وأنت لا تعلمين؟
أراك على الشاطئ نحلق معا فى فضاء بعيد
تناجين البحر وتحكين وتعطين وتأخذين
أحببك البحر فهو الذى قذف إليك منديلا يحمل اسمى منذ سنين
عاهدت الله أن أبقى وفيا لحب أدعو الله أن يعيده ويديمه مر السنين
لم يعد فى قلبى مكان لغيرك
لازلت أنتظرك فى الشرفة
 من معين العقلاء
> لن تستطيع أن تمنع طيور الهمّ أن تُحلّق فوق رأسك لكنك تستطيع أن تمنعها أن تُعشّش فى رأسك.
> ثلاثة يتشابهون فى عقولهم: الشّاعر، والمجنون، والمُحب.
> أربعة تصبح بها سيداً على قومك: الأدب، والعلم، والعفّة، والأمانة.
> هناك من يستحق الحب، وهناك من يستحق الكراهية، لكن المشكلة الحقيقية كيف تُفرّق بينهما.
> انتظار النجاح بدون العمل الشّاق لتحقيقه، يعادل انتظار الحصاد بدون بذر البذور.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي