إنها مصر

«ابن مين فى مصر»؟

كرم جبر
كرم جبر

قالت لى زميلة إعلامية إن ابنها «ثانية ثانوى»، قال لها «إذا راجح خد براءة ههاجر من البلد دى»، ومع تقدير واحترام حماسه، ومعه أعداد غفيرة من الشباب.. إلا أن الأمر نذير بالخطر:
أولاً: لعبت جماعة الشر على حماس الشباب، باستحضار نموذج خالد سعيد، وجه برىء وطيب وجميل، بجوار هيكل عظمى لوجه سعيد، ووجه استفزازى لراجح، والضحية وجه ملائكى راح ضحية الغدر، واستنفرت الجماعة الإرهابية الغرف الإليكترونية للتعبئة العامة، رغم الاختلاف الكامل بين الحالتين.
ثانياً: استهداف الشرطة، سواء بأعمال استفزازية أمام المحكمة، أو بفيديوهات مفبركة، وأعجبنى جداً ضابط مستنير أوضح للمتظاهرين أن الشرطة ليست طرفاً، فحافظوا على بلدكم، ومن غيرها هتروحوا فين.
ثالثاً: الضغط على العدالة، فالقضاة مهما كانوا بشرا، ويتأثرون بالرأى العام، مما يتطلب دحض الفتن والشائعات أولاً بأول، وأشيد بالبيانات التى تصدر عن النائب العام لإيضاح الحقائق.
رابعاً: الزعم الكاذب بأن المتهم سيحصل على البراءة قبل أن يقف فى القفص، واستنفار مشاعر الجماهير، بأنه من عائلة مسنودة، وأقاربه ضباط شرطة، ونشر تصريحات لا أعلم مدى صحتها لبعض أقاربه، فيها تهييج للمشاعر واستعلاء فوق القانون.
>>>
قضية «راجح» درس قاس لـ «ابن مين فى مصر»، واعتقادى أن «ابن مين» الحقيقى لا يفصح بقوته حتى لا تنقلب عليه وبالاً، وتتحول إلى «لعنة» تطارده أينما ذهب، وتفتح عليه بوابات الاستنكار والاستعلاء.
«ابن مين» لا يمكن أن يقول إنه «ابن مين»، إذا كان أهله علموه الأدب وأحسنوا تربيته وسلحوه بالأخلاق والتواضع والتدين، وعلموه «من تواضع لله رفعه»، وقالوا له أن الإنسان بعمله وليس بأهله.
الجملة السخيفة «انت مش عارف أنا مين»؟ ورثناها من سنوات طويلة سابقة، واستخدمها هلافيت ونصابين ومحتالين، للإيحاء بالقوة والسطوة والنفوذ، ومن يسقط منهم تكتشف أنه مثل الفأر المذعور ويختفى «مين».
>>>
وصلت قضية راجح إلى مفترق إما إعدامه أو إعدام الثقة، وصار المحامى الذى يقول إنه تحت السن عدو الشعب، ومن ينطق حرفاً للدفاع عنه يصبح مطارداً ومنبوذاً ومكروهاً وتصب عليه اللعنات.
القضية فى النور والمحاكمة علنية، والمحامون قدموا 27 طلباً لهيئة المحكمة، للتحقق من كل صغيرة وكبيرة، والمحكمة أقسم قضاتها على الحكم بالعدل، وألا يظلموا بريئاً، ولا يبرأوا جانياً.
اتركوا الأمر لضمير القضاة، ودعوهم يحكمون بالعدل، دون أن تنال ضغوط من قناعتهم، وانتبهوا جيداً لجماعة الأشرار الإخوانية، التى تحاول استثمار الشعور العام فى الشغب والفوضى.
>>>
مر جابر بن عبد الله ومعه لحم، على سيدنا عمر رضى الله عنه، فقال له: ما هذا يا جابر؟.. قال: هذا لحم اشتهيته فاشتريته.. قال: أو كلما هويت اشتريت، أما تخشى أن تكون من أهل الآية الكريمة «أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا».
يا ريت نعلم أولادنا أن الهوى يضعف النفوس ويدمر القلوب.