فى الصميم

مقاول الإرهاب..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

وسط طوفان الأحداث المتلاحقة، أتوقف أمام تصريحين مهمين يتعلقان بسوريا الشقيقة لكنهما أيضا يعنيان الكثير بالنسبة للمنطقة والعالم.
التصريح الأول كان بالأمس على لسان وزير الدفاع الروسى «سيرجو شويجو» أمام مؤتمر دولى للأمن ينعقد فى الصين، حيث أشار إلى ما قامت به تركيا أخيرا فى سوريا ترك ثمانية مخيمات للاجئين ومعها ١٢ سجنا للمقاتلين الأجانب من الدواعش بلا حراسة تمنع الخطر وتغلق الأبواب أمام هروب هؤلاء الدواعش إلى بلادهم الأصلية «أو إلى مراكز جديدة لنشر الإرهاب» وهو ما يستلزم تعاوناً دولياً لمواجهة الخطر.
والتصريح الثانى جاء من المبعوث الدولى السابق للتحالف ضد داعش «بريت ماكجورك» حيث أكد أن السلطات التركية قامت بتسهيل عبور ٤٠ ألف داعشى إلى سوريا، وأنها رفضت كل المطالبات بأن توقف هذه العمليات التى كانت تتم بعلمها وتحت إشرافها.. حيث كانت قوافل الدواعش تأتى إلى المطارات التركية قادمة من أكثر من مائة دولة، لتتجه بعد ذلك إلى الحدود السورية وتنضم للجماعات الإرهابية.
التأكيدات من شخصيات بهذا المستوى تطرح تساؤلات عديدة حول ما جرى ويجرى فى سوريا والمنطقة. دور «تركيا أردوغان» فى رعاية الإرهاب الإخوانى  الداعشى لا تحتاج لأدلة جديدة، لكن إذا كان التحالف الذى تقوده أمريكا يعرف بالضبط أعداد من أشرف أردوغان على دخولهم سوريا وانضمامهم للدواعش.. فما هو المنطق فى أن تتركه أمريكا الآن يغزو سوريا وتفتح له الباب لكى يمد حمايته إلى فصائل الإرهاب الإخوانى  الداعشى على الأرض السورية؟ وهل هناك دور جديد لعصابات الارهاب تحت مظلة أردوغان، وما حدود هذا الدور؟ وهل المطلوب من هذه العملية إحياء جديد لدولة الدواعش أم نقل فصائل الإرهاب خارج سوريا؟ وهل سيكون متعهد الإرهاب الذى سهل قدوم عشرات الألوف من الإرهابيين لتدمير سوريا.. هو نفسه صاحب «المقاولة» الجديدة لإعادتهم لبلادهم أو إلى مراكز يعمل على إقامتها كما فى ليبيا؟!
الأيام القادمة سوف تكشف الكثير!!