الخبراء العسكريون: ملاحم وبطولات قواتنا تدرس فى المعاهد العسكرية الدولية

القوات البحرية خلال تدمير المدمرة إيلات
القوات البحرية خلال تدمير المدمرة إيلات

البحرية شهدت تطويراً غير مسبوق فى عهد الرئيس السيسى

 

أكد الخبراء العسكريون أن ملاحم وبطولات قواتنا البحرية خلال حرب الاستنزاف ومعركة النصر فى أكتوبر 1973 لاتزال يتم تدريسها فى كبرى المعاهد العسكرية .

 

وأشاروا إلى أن ذكرى إغراق المدمرة إيلات فى ٢١ أكتوبر عام ١٩٦٧ غيرت من المفاهيم العسكرية التى بحثت كيف استطاعت ونجحت الزوارق الصاروخية فى البحرية المصرية من إغراق أكبر قطعة بحرية فى الأسطول الإسرائيلى. 

 

لقد غيرت البحرية المصرية مفهوم تسليح وأسلوب القتال البحرى فى العالم، وأشاروا إلى أن الجيش المصرى فى حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف سيظل مثلاً فى تطوير العديد من المفاهيم العسكرية، سواء فى مجال التسليح أو أعمال القتال فى المدارس العسكرية فى العالم كله. وستظل ذكرى إغراق المدمرة إيلات ملحمة وطنية يخلدها التاريخ بحروف من نور كعيد للقوات البحرية.

 

وقال اللواء عادل مسعود أحد أبطال حرب أكتوبر إن إغراق المدمرة إيلات لم تكن الملحمة الوحيدة لأبطال البحرية خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر بل كانت هناك عمليات أخرى هى تدمير السفينتين «هيدروما وداليا» التجاريتين فى الميناء التجارى فى إيلات وكذلك إغراق الغواصة دكار فى يناير 1968 .

 

حيث رصدت أجهزة الرادار بقاعدة الإسكندرية البحرية اختراق الغواصة الإسرائيلية «داكار» سواحل الإسكندرية أثناء قدومها من لندن متجهةً إلى ميناء حيفا فصدرت الأوامر إلى الفرقاطة المصرية أسيوط بمهاجمتها، مما اضطر الغواصة إلى الغطس السريع لتفادى الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها وأثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنوية للبحرية الإسرائيلية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا.

 

معارك أكتوبر


وأضاف أن بطولات القوات البحرية لم تتوقف عند حرب الاستنزاف بل امتدت إلى نصر أكتوبر حيث لعبت القوات البحرية دوراً محورياً فى تحقيق النصر فنفذت مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية فى سيناء سواء بالنيران أم بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.

 

كما قامت بتنفيذ المعاونة بالإبرار البحرى لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالى لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية، ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تماما، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.

 

وكذلك قامت بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية فى البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق آثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل.

 

كما نفذت إغارة بالنيران على الموانئ والمراسى والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور وكان له أثر كبير فى إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من وإلى الموانئ المصرية.

 

تدمير «كيتينج»


وأضاف اللواء د.محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق أن معركة إغراق المدمرة إيلات لاتزال يتم تدريسها فى كبرى المعاهد العسكرية حيث نجحت فى تغيير المفاهيم العسكرية مشيرا إلى أن قواتنا البحرية لم تتوقف إنجازاتها فى الاستنزاف وأكتوبر عند إغراق إيلات والغواصة دكار .

 

بل امتدت أيضا إلى 8 مارس 1970 عندما قامت مجموعة من عناصر الوحدات الخاصة البحرية «الضفادع البشرية» بتدمير الحفار كيتينج بميناء أبيدجان بساحل العاج، والذى تعاقدت عليه إسرائيل مع شركة كندية بغرض التنقيب عن البترول فى خليج السويس، فى محاولة لإجبار مصر على القبول باستنزاف ثروتها من البترول ومهاجمة الحقول المصرية منها حقل «مرجان» وجاء القرار بتدمير الحفار وتم تعقبه حتى وصل إلى مدينة أبيدجان بساحل العاج، وهناك قامت عناصر البحرية المصرية بتدميره.

 

تطوير مستمر


وأشار اللواء الغبارى أن قواتنا البحرية شهدت طفرة غير مسبوقة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية وزارة الدفاع الذى حرص على تطويرها وتزويدها بأحدث الأسلحة مع تنويع مصادر تسليحها من أجل تأمين حدودنا البحرية وحماية الأهداف الاقتصادية فى مياه البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وقناة السويس خاصة بعد إعادة ترسيم الحدود، مع تزويد الأسطول الشمالى والجنوبى بحاملتى ميسترال جمال عبد الناصر وأنور السادات لحماية الأهداف الاقتصادية اكتشافات الغاز فى الشمال وقناة السويس فى الجنوب حتى باب المندب.

 

وأكد أن هناك تطويرا آخر شهدته القوات البحرية وهو التصنيع المشترك مثل الفرقاطة فريم والتعاون المشترك مع الجانب الفرنسى والصينى والروسى وهو ما يحقق الردع والسيطرة على حدودنا المائية فى ظل حروب ونزاعات ملتهبة حولنا سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.